“ذي غارديان”: مصر تعود إلى نقطة الصفر

خصصت جريدة “ذي غارديان” البريطانية إحدى افتتاحياتها للانتخابات الرئاسية المصرية الأخيرة، والتي تمخض عنها فوز المشير عبد الفتاح السيسي. الجريدة اعتبرت أنه بنجاح السيسي في انتخابات شابتها العديد من النقائص، عادت مصر إلى نقطة الصفر.
الآمال كانت كبيرة في مصر بعد الإطاحة بنظام حسني مبارك في مظاهرات لم يسبق لها مثيل، بيد أنها تبخرت كلها اليوم.
اليوم يصعد رجل عسكري إلى السلطة، تماما كما كان الحال بالنسبة لجمال عبد الناصر وأنور السادات وحسني مبارك، وإن كان المشير لا يتمتع بنفس الحضور الذي كان يحظى عبد الناصر والسادات.
قد يكون السيسي يعتقد أن يؤدي واجبه اتجاه مصر التي تحتاج في نظره إلى قبضة لتجنبيها السقوط في الهاوية، وخلال حملته استفاد من دعم الإعلام العام والخاص، وقبل ذلك بأشهر كان قد تحاشى الإعلان صراحة عن نيته الترشح وكأنما ليسوق عن نفسه صورة الرجل الذي اختاره القدر لقيادة البلاد.
بيد أن ادعاءه بأنه الرجل الذي يريده غالبية المصريين زعيما لهم، تقول الجريدة، تضرر من الطريقة التي بها انتخابه. لم يواجه السيسي خصما حقيقيا للوصول إلى كرسي الرئاسة، كما استفاد من دعم الإعلام فيما الأصوات المعارضة تم إخراسها. ورغم كل هاته الامتيازات، لم ينجح المشير في جعل الناس يتوجهون إلى مراكز الاقتراع رغم كون الخطاب الموجه لهم من طرف الإعلام والسلطات انتقل من التملق إلى حد التهديد.
نسبة التصويت التي بلغت 46 بالمئة فقط تعني إما أن نصف المصريين لا يرغبون بالسيسي رئيسا أو لا يريدونه بما فيه الكفاية.
وتواصل الجريدة البريطانية تقريعها للرئيس المصري المنتخب بالقول إن أول شيء يجب أن تدفع هاته النتيجة السيسي لمراجعته هو شخصيته. “ذي غارديان” ترى أن هناك مسحة من الإحساس الزائف بالمجد لدى المشير بدا واضحا منذ اليوم الذي برز فيه كشخصية وطنية عندما عينه الرئيس محمد مرسي وزيرا للدفاع.
من أجل اعتبار أن السيسي هو فعلا الرجل المناسب لمصر عليه أن يقدم خطوات مهمة من قبل التخلي عن ميولاته السلطوية وإنهاء الطابع الأمني للدولة المصرية والذي أودى بحياة 1000 متظاهر في غالبيتهم سلميون، وكذا التخلي عن خطاب مواجهة الإرهاب الذي يتبناه كورقة ضد خصومه السياسيين والعمل على تحقيق هدنة مع الإخوان المسلمين وإعادة الاقتصاد المصري إلى السكة الصحيحة.

اقرأ أيضا

غزة

غزة.. شهداء وجرحى إثر القصف المتواصل وإسرائيل تبحث بنودا جديدة حول صفقة تبادل الأسرى

لليوم الـ202، يواصل الاحتلال الإسرائيلي حربه على غزة، مخلفا شهداء وجرحى في غارات على رفح ومناطق أخرى، في حين يشهد شمال مخيم النصيرات اشتباكات وقصفا متواصلا، في ظل استعداد إسرائيل لشن عمليات في بيت لاهيا شمالي القطاع.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *