طالبت الرابطة المغربية للمواطنة وحقوق الإنسان بفتح تحقيق عاجل وشامل حول ما بات يُعرف بواقعة “الشاطو”، في جماعة مولاي يوسف – إقليم بني ملال.
وأقدم المدعو “بو عبيد” المعتصم فوق خزان مائي شاهق منذ الرابع والعشرين من الشهر الماضي احتجاجًا على عدم فتح تحقيق في وفاة والده، ومطالبته المتكررة بإخضاع الجثة للتشريح الطبي، على الاعتداء على أحد رجال الوقاية المدنية الذي تمكن من الوصول إليه.
ودعت الرابطة في بلاغ، إلى تحديد الجهة التي أمرت بصعود عنصر واحد فقط إلى الخزان في غياب وسائل السلامة، وتعريض حياته للخطر.
ودعت الرابطة إلى حماية وتأمين المنشآت الحيوية مثل الخزانات المائية والمراكز الكهربائية، تفاديًا لتحولها إلى نقاط احتجاج أو مواقع تهدد السلامة العامة.
وشددت على ضرورة توفير التجهيزات الكافية والحديثة لعناصر الوقاية المدنية، وتحصينهم بوسائل حماية أثناء تدخلاتهم الميدانية.
وبحسب الرابطة تخللت هذه الواقعة المؤلمة واقعة اعتداء جسدي على عنصر من الوقاية المدنية خلال محاولته التدخل، في ظروف تفتقر لأدنى شروط السلامة.
وإذ تعبّر الرابطة عن تضامنها الكامل مع عنصر الوقاية المدنية، فإنها تُشيد بمهنية عناصر الوقاية المدنية وتفانيهم في ظروف محفوفة بالمخاطر، وسط ضعف وسائل الحماية وعدم احترام شروط التدخل الآمن.
ومن جهة أخرى، حملت الرابطة المسؤولية للجهات التي تجاهلت المطالب الاجتماعية والحقوقية للمواطن، ما ساهم في تفاقم الوضع وانتهائه بشكل مأساوي.
رواية السلطات
من جهتها، أكدت السلطات المحلية بإقليم بني ملال أنه تم، مساء أمس الجمعة، إنهاء الشكل الاحتجاجي الذي انخرط فيه شخص يبلغ من العمر حوالي 45 سنة، من خلال الاعتصام فوق خزان مياه مرتفع بالجماعة الترابية أولاد يوسف، وذلك بتسجيل قيام المعني بالأمر بالإلقاء بنفسه من أعلى الخزان واضعا حبلا على عنقه، لينقل إثر ذلك للمستشفى الجهوي ببني ملال، حيث يرقد حاليا بقسم العناية المركزة.
وأوضحت أن مختلف تدخلات السلطات المعنية، منذ انخراط المعني بالأمر في اعتصامه، كانت قد همت بالأساس محاولة إنقاذه من الخطر الذي عرض له نفسه، حيث سجل استنفاد جميع سبل الحوار والإقناع التي تم تقديمها، بحضور عدد من أقاربه ومعارفه وممثلين عن اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان، دون إبدائه لأي تجاوب مع مختلف الاقتراحات التي قدمت له بخصوص مواكبته بسلك المساطر الجاري بها العمل تلبية لمطلبه.
وأضافت المصادر ذاتها أن المعني بالأمر وفي خطوات تصعيدية خطيرة، قام ليلة الجمعة 11 يوليوز، بإيهام عناصر الوقاية المدنية بإصابته بوعكة صحية، مستنجدا إياهم تقديم المساعدة وإنقاذه، إلا أنه وحين تقدم عنصران من الوقاية المدنية للمساعدة، استغل ذلك للقيام باحتجاز أحدهما، معرضا إياه لأشكال من العنف باستعمال آلة حادة وتكبيله، قبل أن يعمد إلى دفعه وإسقاطه من أعلى الخزان، مخلفا إصابته بكسور تطلبت تدخلات جراحية مستعجلة.
وأمام هذا التطور الخطير، وبالنظر لما أصبح يشكله المعني بالأمر من خطر على نفسه وعلى الغير، تدخلت عناصر الدرك الملكي لمحاولة إنقاذه ووضع حد لتصرفاته الإجرامية، إلا أنه أبدى مقاومة عنيفة باستعمال آلات حادة وراضة وإلقاء الحجارة، ليقوم بعد محاصرته من قبل عناصر التدخل بالسقوط من أعلى الخزان، الذي جرى سلفا وضع جهاز مطاطي ممتص للصدمات بقاعدته في محاولة لإنقاذ المعني بالأمر.
وقد تم فتح بحث قضائي من طرف مصالح الدرك الملكي، تحت إشراف النيابة العامة المختصة، التي جرى إشعارها بكل الإجراءات والتدخلات بمختلف المراحل، وذلك للكشف عن كافة الحيثيات المتصلة بهذا الموضوع.
مشاهد 24 موقع مغربي إخباري شامل يهتم بأخبار المغرب الكبير