تم، خلال لقاء مناقشة نظمه مركز “أتلانتيك كاونسل”، أمس الثلاثاء بواشنطن، استعراض تجربة المملكة في مجال تحفيز الاستثمارات الأجنبية، وذلك على هامش الدورة الثامنة للجنة المشتركة المكلفة بتتبع اتفاقية التجارة الحرة بين الولايات المتحدة والمغرب.
وخلال هذا اللقاء الذي استضاف وزير الصناعة والتجارة، رياض مزور، وسفير المغرب بواشنطن، يوسف العمراني، ورئيسة مجلس الشركات المعني بإفريقيا، فلوريزيل لايسر، بمناسبة الذكرى الـ20 للتوقيع على اتفاقية التجارة الحرة بين المغرب والولايات المتحدة، أبرز مزور أن رؤية الملك محمد السادس والبرامج التي تمت بلورتها في مختلف القطاعات مكنت المغرب من تحديد الأهداف المنشودة في مجال تطوير الصناعات ذات القيمة المضافة العالية، إلى جانب استمرارية السياسات وتطورها على مدى عقود.
وفي هذا الصدد، سجل أن البنيات التحتية التي يوفرها المغرب ستتعزز من خلال ميناء الداخلة الأطلسي، الذي سيمكن المملكة من أن تصبح، حين استكمال أشغال إنجازه، بوابة للعالم نحو إفريقيا ومنفذا بحريا لبلدان الساحل والصحراء نحو المحيط الأطلسي.
واستعرض مختلف الجهود التي بذلها المغرب من أجل تطوير التنافسية في مختلف قطاعات الإنتاج التي تساهم في استقطاب الاستثمارات الأجنبية، مؤكدا أن المملكة تنعم بالاستقرار والأمن اللذين يعدان أساسيين لجذب هذه الاستثمارات.
وبخصوص اتفاقية التجارة الحرة، أشار الوزير إلى أن المغرب كان على وعي بأهمية الانفتاح على تنويع شركائه التجاريين، مركزا على انكباب المغرب على مضاعفة النشاط الاقتصادي، بما يتيح إحداث مزيد من الفرص وتعزيز تنافسية البلاد في مختلف القطاعات ذات القيمة المضافة العالية.
وفي مداخلة بمناسبة هذا اللقاء، ذكر العمراني بالشراكة العريقة التي تربط المغرب والولايات المتحدة منذ أزيد من 247 عاما، مشددا على أن هذه الصداقة طويلة الأمد مكنت البلدين من أن يصبحا شريكين متميزين بشأن العديد من القضايا والتحديات، على ضوء مصالحهما المشتركة.
وتطرق السفير، أيضا، إلى المبادرات الجديدة للتعاون التي أطلقها الملك محمد السادس لتعزيز وصول البلدان الإفريقية إلى المحيط الأطلسي، بهدف تمكين هذه البلدان من الاستفادة من الطرق والموانئ والبنيات التحتية التي يوفرها المغرب، بغية الارتقاء بمساهمتها في التجارة الدولية، بما في ذلك مع الولايات المتحدة.
من جانبها، أكدت رئيسة مجلس الشركات المعني بإفريقيا أن الاستثمارات التي أنجزها المغرب في قطاعات رئيسية مكنت من تحفيز دينامية الاستثمارات الأجنبية ومن ثم الارتقاء بالمملكة إلى مكانة الفاعل الدولي الذي يشكل نموذجا يقتدى بالنسبة للعديد من البلدان الإفريقية.
وركزت باقي المداخلات على أن المغرب استطاع، بفضل رؤية ملكية شجاعة وتنسيق جيد وفعالية السياسات الصناعية والانفتاح على الخارج، أن يصبح قطبا رئيسيا للاستثمارات الدولية.