موسم طانطان وجهة لاكتشاف نمط عيش الصحراويين

تستوقف زائر ساحة السلم والتسامح حيث تنظم فعاليات الدورة العاشرة لموسم طانطان، التي انطلقت مساء أمس الأربعاء، مجموعة من الخيام الموضوعاتية المنصوبة على طول الساحة التي تجسد مختلف مظاهر الحياة اليومية للإنسان الصحراوي. وتتيح هذه الخيام لزوار هذا الموسم، الذي ينظم هذه السنة تحت شعار “التراث الثقافي غير المادي ودوره في تنمية وتقارب الشعوب”،اكتشاف نمط عيش الإنسان الصحراوي، والأزياء التي تميزه، والتعرف عن قرب على الأطباق التي يشتهر بها، ومنتوجات الصناعة التقليدية التي تخطها أنامل الصانع التقليدي الصحراوي، فضلا عن مراسم الزواج وطقوس العرس لدى المجتمع الحساني.
ولعل أبرز هذه الخيام التي تشهد إقبالا كبيرا من لدن زوار الموسم وضيوفه، هي “خيمة الملابس والعطور” التي تلقي الضوء على مختلف أنواع البخور والعطور التي يصنعها أهل الصحراء ويزينون بها بيوتهم، وتعرف بالزي التقليدي الصحراوي النسائي والرجالي، سواء المستعمل في المناسبات الخاصة أو الذي يرتديه أهل الصحراء في حلهم وترحالهم. فزي المرأة الصحراوية المفضل، حسب المشرفة على رواق خيمة الملابس والعطور، كان ولا يزال “الملحفة” التي يتراوح طولها ما بين أربعة وخمسة أمتار، وتتميز بتعدد أشكالها وتنوع زخارفها وألوانها، رغم كون اللونين الأسود والأزرق المستمد من مادة “النيلة” هما المفضلان لدى النساء الصحراويات. من جهتهم، يفضل غالبية رجال الصحراء ارتداء “الدراعة” المصنوعة من قماش أزرق أو أبيض وسروال فضفاض مثبت بحزام جلدي، مع وضع عمامة زرقاء أو سوداء أو بيضاء.
وإلى جانب “خيمة الملابس والعطور”، تنتصب بساحة السلم والتسامح خيام أخرى لا تقل أهمية هي “خيمة الاستقبال” التي تجسد ثقافة الترحاب المتجذرة لدى سكان المناطق الصحراوية المغربية، و”خيمة الإنتاج العائلي” التي هي عبارة عن خيمة تستعمل في الحياة اليومية عند الرحل وتتكلف بصنعها المرأة الصحراوية، و”خيمة الصناعات الجلدية والخشبية” التي تبرز مهارات وإبداع يد الصانع والصانعة الصحراوية في إنتاج أنواع متعددة من الأواني المنزلية والأدوات الأساسية المستعملة في الحياة اليومية.
ومن الخيام التي يتوافد عليها الزوار بكثرة نجد “خيمة الطب الشعبي” التي تقدم نماذج من المواد الطبيعية المستعملة في مستحضرات الطب الشعبي عند الرحل الذي يتميز بالغنى والتنوع، وخيمة “المحضرة” التي تبرز القيمة التي كانت تحظى بها الخيمة في السابق حيث كان يحفظ فيها الطلبة القرآن الكريم ويتلقون فيها العلوم الشرعية. كما تحظى “خيمة العرس” بأهمية بالغة من قبل الزوار، بالنظر إلى كونها تشكل أحد أهم مظاهر التراث الثقافي والحضاري بالمناطق الجنوبية، حيث تلقي الضوء على طقوس تنظيم العرس بالمجتمع الصحراوي ومراسم الزواج التي تستغرق أسبوعا كاملا ويبرز فيها رجال ونساء الصحراء ملكاتهم وإبداعاتهم في ميادين الغناء والرقص ونظم الشعر.
وإلى جانب الخيام الموضوعاتية، البالغ عددها 12 خيمة، تنتصب بساحة السلم والتسامح، التي تحتضن فعاليات الموسم منذ دورته الأولى المنظمة سنة 2004، أزيد من 300 خيمة تسلط الضوء على نمط عيش أزيد من 32 قبيلة صحراوية مشاركة في الموسم وتقاليدها الراسخة التي ورثتها أبا عن جد. وتتواصل فعاليات الموسم? الذي صنفته منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم الثقافية (اليونسكو) سنة 2005 ضمن التراث الشفهي اللامادي للإنسانية، بتنظيم كرنفال استعراضي ستقدم خلاله لوحات تجسد تنوع الموروث الثقافي الصحراوي والمؤهلات التي تزخر بها المنطقة. كما تقام في إطار هذا الحدث الثقافي الهام ندوة دولية حول “التراث الثقافي اللامادي لسكان المناطق الصحراوية وشبه الصحراوية”، ومعرض للكتاب يهم التعريف بالتراث الثقافي المادي واللامادي للمملكة المغربية ودولة الإمارات العربية المتحدة.

اقرأ أيضا

المفتي العام للقدس يشيد بالدعم الذي يقدمه المغرب بقيادة الملك لدعم صمود الشعب الفلسطيني

أشاد المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية، خطيب المسجد الأقصى المبارك، الشيخ محمد حسين، اليوم الأحد …

المنتدى المغربي الموريتاني يرسم مستقبل تطور العلاقات بين البلدين

أشاد المنتدى المغربي الموريتاني، باللقاء التاريخي بين الملك محمد السادس والرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ …

مكسيكو.. مشاركة مغربية في مؤتمر دولي حول حماية البيئة

شارك الأمين العام لحزب الخضر المغربي ورئيس أحزاب الخضر الأفارقة، محمد فارس، مؤخرا بمكسيكو، في مؤتمر دولي حول حماية البيئة.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *