نشأة الجامعة العربيّة

تأسيس جامعة الدول العربيّة … الميثاق والإتفاقيات

الواقع ان فكرة انشاء الجامعة ترجع فى رأى بعض العلماء الى كتابات اثنين من المفكرين العرب بثا الدعوة الى ضرورة الاتحاد والتنظيم بين الدول وهما أبو نصر الفارابي وعبد الرحمن الكواكبى .

أما بداية العمل العربي المنظم فبدأت أول القرن الماضى عام 1908 حيث نظم العرب صفوفهم فى جمعيات واحزاب منها السرى والعلنى ، وتكونت جمعية الاخاء العربي ، ونشأ حزب الكتله النيابية العربية للدفاع عن حقوق العرب فى مختلف انحاء الدولة العثمانية .. توالت التنظيمات والجمعيات العربية حيث عقد فى عام 1913 المؤتمر العربي الاول وكان مقره باريس .. وتعددت الاتصالات والمؤتمرات التى تزعمتها مصر الى الدول العربية التي دعت الى اجتماع تحضيري لمؤتمر عربي عقد فى سبتمبر 1944 واستطاع المشاركون الوول الى عدة قرارات تعتبر الوثيقة الاولى للجامعة العربية ووقع البروتوكول في 7 أكتوبر 1944 ..

بدايات العمل العربى المشترك وتكوين هيكل الجامعة :
جامعة الدول العربية منظمة إقليمية تعمل على توثيق الصلات بين الدول الأعضاء، وتنسيق خططها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والأمنية، من أجل تحقيق التعاون الجماعي وحماية الأمن القومي العربي، وحفظ استقلال الدول الأعضاء وسيادتها، وتعزيز العمل العربي المشترك في مختلف المجالات.
تأسست جامعة الدول العربية في 22 مارس 1945 استجابة للرأي العربي العام في جميع الأقطار العربية.

وبالرغم من ان الدول العربية الموقعة على الميثاق، وقد صدوره كانت سبع دول -أصبح عددها الآن اثنتين وعشرين دولة- فإن الميثاق نص في ذلك الوقت على أنه يهدف إلى ما فيه خير البلاد العربية قاطبة، وصلاح أحوالها، وتأمين مستقبلها، وتحقيق أمانيها وآمالها.

اما ميثاق جامعة الدول العربية فيتألف من عشرين مادة، تتعلق بأغراض الجامعة، وأجهزتها، والعلاقات فيما بين الدول الأعضاء، وغير ذلك من الشؤون.
ويتصف الميثاق بالشمولية والتنوع الواسع في تحديد مجالات العمل العربي المشترك، ويفتح الباب أمام الدول الراغبة فيما بينها، في تعاون أوثق، وروابط أقوى مما نص عليه الميثاق، لتعقد بينها من الاتفاقات ما تشاء لتحقيق هذه الأغراض.

ويجوز تعديل الميثاق بموافقة ثلثي الدول الأعضاء، وذلك لجعل العلاقات فيما بين الدول الأعضاء أوثق وأمتن، ولإنشاء محكمة عدل عربية، ولتنظيم العلاقات بين الجامعة والمنظمات الدولية التي تسعى لصون السلم والأمن الدوليين.

ويردف الميثاق ويكمله وثيقتان رئيسيتان : معاهدة الدفاع العربي المشترك (إبريل 1950) وميثاق العمل الاقتصادي القومي (نوفمبر 1980).

وفيما يلي ابرز ما جاء فيهما:
حررت باللغة العربية في الأسكندرية بتاريخ 2 رمضان سنة 1369 هجريا الموافق 17 يونيو سنة 1950 ميلاديا من نسخة واحدة تحفظ في الأمانة العامة و تسلم صورة منها طبق الأصل لكل دولة من الدول المتعاقدة.

وتعد المادة الثالثة من المعاهدة أهم موادها العسكرية وتنص على أن الدول المتعاقدة تتشاور الدول فيما بينها، بناء على طلب إحداها كلما هددت سلامة أراضي أية واحدة منها أو استقلالها أو أمنها. وفي حالة خطر حرب داهم أو قيام حالة دولية مفاجئة يخشى خطرها، تبادر الدول المتعاقدة على الفور إلى توحيد خططتها ومساعيها في اتخاذ التدابير الوقائية والدفاعية التي يقتضيها الموقف.

أما المادة السابعة فتعد الأهم على صعيد التعاون الأقتصادي و تنص على أنه” استكمالا لأغراض هذه المعاهدة و ما ترمي إليه من إشاعة الطمأنينة وتوفير الرفاهية في البلاد العربية، ورفع مستوى المعيشة فيها، تتعاون الدول المتعاقدة على النهوض باقتصاديات بلادها واستثمار مرافقها الطبيعية وتسهيل تبادل منتجاتها الوطنية والزراعية والصناعية، وبوجه عام تنظم نشاطها الأقتصادي وتنسيقه و ابرام ما تقتضيه الحال من اتفاقات خاصة لتحقيق هذه الأهداف.

وقد وقع على المعاهدة في ذلك الوقت 7 دول عربية هي:
1. المملكة الأردنية الهاشمية
2. الجمهورية السورية
3. المملكة العراقية (وقتئذ)
4. المملكة العربية السعودية
5. الجمهورية اللبنانية
6. المملكة المصرية ( وقتئذ)
7. المملكة المتوكلية اليمنية (وقتئذ)

أعضاء الجامعة العربية :
نص الميثاق على ان ” تكون كل دولة عربية مستقلة الحق فى الانضمام للجامعة .. وقد اصبح عدد الدول الاعضاء فى الجامعة 22 دولة هي ..المملكة الاردنية الهاشمية، الامارات العربية المتحدة، مملكة البحرين، جمهورية تونس، جمهورية الجزائر الديموقراطية، المملكة العربية السعودية، السودان، سوريا، العراق، الكويت، لبنان، جمهورية مصر العربية، المملكة المغربية، اليمن، موريتانيا، الصومال، جزر القمر، فلسطين، سلطنة عمان، قطر، الجماهيرية العربية الليبية، وجمهورية جيبوتي .

الفروع الرئيسية للجامعة :
الفروع الرئيسية للجامعة وهى : مجلس الجامعة واللجان الدائمة والأمانه العامة.
يتألف مجلس الجامعة من جميع الدول الأعضاء ولكل منها صوت واحد .. ويعقد المجلس دورتين عاديتيين في العام .. ويجوز عقد دورة استثنائية للمجلس كلما دعت الحاجة إلى ذلك. وللمجلس اختصاصات دستورية وإدارية منها قبول الأعضاء الجدد في الجامعة وتعديل الميثاق وإقرار ميزانية الجامعة وتعيين الامين العام والموافقة على تعيين الامناء المساعدين .. وتصدر قرارات المجلس بأغلبيات مختلفة فتصدر قرارات التحكيم والقرارات الخاصة بالتوسط بالأغلبية العادية مع ملاحظة انه فى حالات التحكيم لايكون للدول التى وقع بينها الخلاف الاشتراك فى مداولات المجلس وقراراته .. أما القرارات التى تتخذ لاتخاذ التدابير اللازمة لدفع الاعتداء فتصدر بالإجماع مع ملاحظة انه اذا كان الاعتداء من إحدى دول الجامعة فلا يدخل في حساب الإجماع رأى الدولة المعتدية .. وتصدر قرارات المجلس بأغلبية الثلثين لتعيين الامين العام أو تعديل الميثاق.

الأمانة العامة :
وهي الهيئة الإدارية الرئيسية للجامعة وتتكون من الأمين العام والأمناء المساعدين وموظفي الأمانةالعامة.

الاجهزة الرئيسية :
وهي التي أنشئت بموجب معاهدة الدفاع المشترك وهى : مجلس الدفاع المشترك ويتألف من وزراء الخارجية ووزراء الدفاع الوطني للدول العربية أو من ينوب عنهم … الهيئة الاستشارية العسكرية وتتكون من رؤساء أركان الجيوش العربية .. واللجنة العسكرية الدائمة وتختص بتنظيم خطط الدفاع المشترك بين دول الجامعة ..

المجلس الاقتصادي:
وتنبثق عنه لجان متخصصة في الشئون الزراعية والصناعية والمواصلات والسياحة وغيرها.

المنظمات العربية المتخصصة :
وهى منظمات متخصصة أنشئت بموجب اتفاقيات مستقلة وافق مجلس الجامعة على مشروعاتها ودعا الدول العربية إلى الارتباط بها .. وأهمها ..
v الاتحاد البريدي العربي
v اتحاد إذاعات الدول العربيّة
v مجلس الوحدة الإقتصاديّة
v المنظمة الدولية العربية للدفاع الاجتماعي ضد الجريمة
v المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم
v منظمة العمل العربي
v الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي
v الاكاديمية العربية للنقل البحري
v منظمة الاقطار العربية المصدرة للبترول

اقرأ أيضا

سباق نحو الحياد الكربوني.. المغرب يرتقي إلى المركز الثامن في مؤشر الأداء المناخي

حافظ المغرب على حضوره ضمن طليعة البلدان التي تقود السباق نحو الحياد الكربوني على مستوى العالم بارتقائه إلى المركز الثامن في تصنيف مؤشر الأداء المناخي لسنة 2025، الذي تم تقديمه، اليوم الأربعاء ضمن فعاليات الدورة الـ 29 لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (كوب 29)، المنعقد بباكو في أذربيجان.

تسليط الضوء في فيينا على تطوير شراكة متعددة الأبعاد بين المغرب والنمسا

عقد في فيينا اليوم الأربعاء مؤتمر بشأن إقامة شراكة متعددة الأبعاد بين المغرب والنمسا، بمبادرة …

الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون

ما هي مشكلة الجزائر مع لجنة القدس؟!

مؤتمرا عربيا بعد آخر، وقمة إسلامية بعد أخرى، أصبح توقع سلوك المسؤولين الجزائريين الحاضرين ممكنا، بل مؤكدا، حيث يكاد تدخلهم في بنود البيان الختامي يقتصر على أمر واحد: المطالبة بسحب الإشادة برئاسة العاهل المغربي الملك محمد السادس للجنة القدس، وجهوده لمساعدة أهلها. ورغم أن الجزائر لم تنجح يوما في دفع المشاركين لسحب هذه الفقرة أو حتى التخفيف منها، فإنها تمارس الأمر نفسه في المؤتمر الموالي، وهي تعلم سلفا مصير مسعاها: رفض الطلب، وتثبيت الإشادة بالمغرب وعاهلها!

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *