الرئيسية / إضاءات / ماذا يجري في كواليس الاتحاد العام للشغالين بالمغرب؟
الاتحاد العام للشغالين
النعم ميارة خلال المؤتمر الاستثنائي للاتحاد العام للشغالين بالمغرب

ماذا يجري في كواليس الاتحاد العام للشغالين بالمغرب؟

ماذا يجري في كواليس نقابة الاتحاد العام للشغالين بالمغرب؟ سؤال بات يطرح نفسه بإلحاح في ظل المستجدات التي يشهدها الذراع النقابي لأقدم تنظيم سياسي  في البلاد، حزب الاستقلال.

والذين يتابعون هذا المسلسل، إن جاز التعبير، أصبحوا مقتنعين بأن المستهدف من وراء ذلك كله، ربما، قد يكون هو  حميد شباط، الأمين العام لحزب “الميزان”، حتى لا يعود إلى الاتحاد العام للشغالين بالمغرب،أمينا عاما،بعد أن لاحت في الأفق عدة مؤشرات تنبيء بقرب انتهاء فترة زعامته لحزب الاستقلال، وتحديدا في المؤتمر الوطني المقبل.

وتبعا لذلك،من المتوقع أن تشهد الأيام القليلة المقبلة فصلا ساخنا من الصراع بين رأسين،هما محمد الكافي الشراط،الكاتب  العام للاتحاد العام للشغالين بالمغرب،المقرب من شباط، والبرلماني النعم ميارة، القادم من مدينة العيون،والمحسوب على حمدي ولد الرشيد،الرجل القوي في الصحراء المغربية، الذي انتخب على رأس نفس التنظيم  يوم الأحد الماضي في مؤتمر “استثنائي”.

وبالفعل،فقد بدأت المؤشرات الأولى تتضح جليا،انطلاقا من اللقاء الصحافي الذي خصصه الشراط،بعد زوال نهار أمس الاثنين، للحديث عن التفاعلات المترتبة عن انتخاب  ميارة كاتبا عاما، لنفس التنظيم النقابي، وهي أول حالة، من نوعها، تحدث في تاريخ الاتحاد العام للشغالين بالمغرب،مع العلم أنه كان دائما،وفي العديد من المحطات،مسرحا لمواجهات أكثر حدة وشراسة،استعمل  فيها التهديد  بالعصي والكلاب،مثلما حدث في قمة الصراع  مع عبد الرزاق أفيلال، الكاتب  العام سابقا..

كافي الشراط،واستنادا لتصريحاته،يقف موقفا مناهضا تماما للمؤتمر “الاستثنائي”، وما أسفر عنه من نتائج،واصفا المؤتمرين المشاركين فيه ب”المؤامرين”، على حد قوله،منتقدا بلغة لاتخلو من حدة،ماأقدموا عليه من تحركات في سبيل نيل الشرعية من السلطات الوصية،مثل الحصول على وصل إيداع الملف القانوني لدى الجهات المعنية،مؤكدا أنه بصدد التصدي لهذا التحرك.

إلا أن “المعركة الكبرى”،كما يسميها البعض، هي التي سوف تدور حول المقر المركزي للاتحاد العام للشغالين بالمغرب،الذي يتواجد في قلب العاصمة السياسية، على بعد مسافة قصيرة من مقر حزب الاستقلال،إذ يمكن قطعها في بضع دقائق قليلة، مشيا على الأقدام،وقد لايستغرق الوقت أكثر من 15 أو 20دقيقة.

شباط،وبحسه النقابي ودهائه المعروف عنه،انتبه  مبكرا إلى ذلك،وسارع إلى تغيير  مفاتيح المقر المركزي للمركزية النقابية،حتى لايعقد المؤتمرون “المتمردون” عليه وعلى كافي الشراط لقاءهم فيه،ما جعلهم يغيرون الوجهة نحو أحد فنادق العاصمة السياسية.

الأيام القادمة حافلة بالمزيد من التشويق والإثارة،خاصة وأن لائحة “المتمردين” تضم وجوها،لها وزنها ومكانتها، ومن بينها عبد السلام اللبار،رئيس فريق حزب الاستقلال بمجلس المستشارين، والبرلمانية والنقابية خديجة الزومي، ومحمد لعبيد،أمين مال صندوق الاتحاد العام للشغالين بالمغرب،إضافة إلى عدد من المسؤولين الذين يمثلون أغلب القطاعات  النقابية.

في خضم هذه التفاعلات، أعلن المجلس العام للمركزية النقابية المذكورة،بعد عقده لدورة استثنائية برئاسة الكاتب العام كافي شراط، وحضور الأمين العام لحزب الاستقلال  حميد شباط،عن جملة من  المقررات،حسب بلاغ له، من بينها تشكيل لجنة تحضيرية من المجلس العام تختص بالتهييء للمؤتمر الوطني الاستثنائي، وتعيين أعضاء هيأة التحكيم والمصالحة، وتكليف الكاتب العام “بفتح تحقيق في كل ممارسة مخلة بضوابط وقانون الاتحاد العام للشغالين بالمغرب، وإحالة المخالفين على هيأة التحكيم والمصالحة.”