«المخترع الصغير» إلى الشهرة عالمياً بعد اتهامه زوراً بالإرهاب

بوشعيب الضبار
2016-03-17T13:30:26+00:00
إضاءاتثقافة ومعرفة
بوشعيب الضبار19 سبتمبر 2015آخر تحديث : منذ 8 سنوات
«المخترع الصغير» إلى الشهرة عالمياً بعد اتهامه زوراً بالإرهاب

تحولت محنة تعرض لها المراهق الأميركي من أصل سوداني أحمد محمد حسن الصوفي الى شهرة فتحت له طريق البيت الأبيض، إضافة إلى فرص عمل تنتظره في كبرى الشركات العالمية، إثر اعتقاله في مدرسته للاشتباه بحمله قنبلة تبيّن أنها ساعة من صنعه.

واستطاع أحمد الذي يعيش في مدينة أرفينغ في ولاية تكساس الأميركية، أن يخترع ساعة، ومن شدة فرحه بذلك الاختراع حملها معه وذهب إلى مدرسته لإطلاع مدرّس الهندسة عليها، ولكن كانت هناك مفاجأة في انتظاره، إذ رنّ جرسها في الصف فجأةً وهي في حقيبته المدرسية، فأقبلت إليه معلمة اللغة الإنكليزية لترى مصدر الرنين، وهالها شكل الساعة وما فيها من أشرطة ووصلات فساورتها شكوك «بأنها قد تكون قنبلة» من اللاتي يحزم الانتحاريون بها ذواتهم، لذلك طلبت منه الخروج سريعاً من القاعة، وأخبرت إدارة المدرسة بما رأت، وخلال دقائق انقض رجال مكافحة الإرهاب على أحمد وكبّلوا يديه بالأصفاد.صورة مركبة

ونقلوه إلى غرفة في المدرسة، حيث استجوبه 5 ضباط، وفتشوا أغراضه وتفحصوا حاسوبه المحمول، وأمطروه بأسئلة، مرفقة بموحيات مفادها أن ما كان في حقيبته ليس إلا محاولة لصنع قنبلة، أما هو فكان يكرر ويجيب: «لا، إنما أردت أن أصنع ساعة فقط».

أحمد، العاشق للهندسة والعضو في «نادي الروبوتات» في المدينة التي يدرس ويقيم فيها مع عائلته، كان يرتدي قميصاً ممهوراً بشعار وكالة الفضاء الأميركية «ناسا»، وهي اشارة على عشقه للتكنولوجيا والعلوم.

«رب ضارة نافعة» مثل عربي تجسد في حال أحمد، فبعد 3 ايام من توقيفه في مركز احتجاز للأحداث، بلغت شهرته آفاقاً واسعة وتصدرت قضيته وسائل إعلام أميركية وشغلت مواقع التواصل الاجتماعي في الولايات المتحدة، فيما تحول منزل عائلته إلى مزار للفضائيات والصحافيين.

اثناء الاعتقال

وكتب الرئيس الأميركي باراك أوباما على حسابه على «تويتر»: «ساعة جميلة يا أحمد هل تريد إحضارها إلى البيت الأبيض؟ سنرحب بك». وأضاف: «علينا تشجيع المزيد من الأطفال أمثالك ليحبوا العلوم، هذا ما يجعل من الولايات المتحدة عظيمة».

ودعا أوباما الفتى السوداني الأصل، ليشارك في «ليلة فلكية» يقيمها البيت الأبيض الشهر المقبل، ويحضرها علماء وبعض رواد الفضاء، «كما وجهت شركة «غوغل» دعوة له للمشاركة في «معرض علوم» خلال الأسبوع إضافة إلى تغريدات تأييد من المشاهير منهم وزيرة الخارجية السابقة والمرشحة الديموقراطية لرئاسة الولايات المتحدة هيلاري كلينتون ومؤسس «فايسبوك» مارك زوكربورغ الذي عرض عليه وظيفه عقب اكمال دراسته.

وروى أحمد للصحافيين الذين احتشدوا أمام منزل عائلته قصة اعتقاله وأكد أنه مُنع من الاتصال بوالديه أثناء استجوابه، وبعدما أُطلق، طُرد 3 أيام من المدرسة، موضحاً كيف بثت فيه هذه الواقعة شعوراً بأنه تم التعامل معه وكأنه «مجرم». مئات من زملاء أحمد نظموا حملة على «تويتر» لإحضار ساعاتهم الخاصة إلى المدرسة، ونشروا صورهم بجانب ساعات ضخمة الحجم وربطوها بحقائبهم المدرسية لإظهار الدعم.

والد الصبي، محمد الحسن الصوفي الذي ترشح للانتخابات الرئاسية السودانية في نيسان (أبريل) الماضي، هاجر الى الولايات المتحدة في الثمانينات وبدأ حياته ببيع سندويتشات «الهوت دوغ» في شوارع نيويورك، ثم شريك في مطعم بيتزا، وبعدها امتلك شركة لسيارات الأجرة ولديه استثمارات أخرى مع شقيقه المقيم هناك ايضاً.

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق