كثيرة هي الدول التي انخرطت، ومنذ مدة طويلة في سباق تشييد البنايات الشاهقة، هذه الصروح المتطاولة في خُيلاء، التي تشيد بكل فخر – لدى الشعوب – بتجاربها الرائدة في شتى الميادين. هذا التحدي ابتدعه العقل البشري منذ العهود القديمة، ليتعاظم بأنانية مع انفتاح الأمم على التقدم العلمي. فابتداءاً بالأهرامات، مروراً بالقلاع والحصون، وانتهاءً بناطحات السحاب، ظل التنافس على أشده لمن يلامس السماء، ويبسُط ألوان عظمته على الآخرين.
ظل المغرب كسائر الأمم، مسرحاً لصروح عظيمة اشرأبت على أرضه لقرون، آل مُعظمها إلى زوال، غير أن بعضها الآخر تم تشييدهُ حديثاً، أو قيد البناء، ليحكي قصصاً خالدة لأمة أبت إلاّ أن تسير على درب التقدم، لا آبهة بالصعاب، ولا مُبالية، هذه 5 قصص، لـ 5 مبان منها:
مأذنة مسجد الحسن الثاني:
على ساحل المحيط الأطلسي بمدينة الدار البيضاء، تنتصب مأذنة مسجد الحسن الثاني، كأعلى نقطة وصل إليها أي مبنى في تاريخ المغرب، والتي يبلغ طولها 210 متراً، كانت من انجاز المهندس الفرنسي “ميشيل بينسو”، بتعاون مع شركة “Bouygues”. وقد تم تشييد المشروع ككل ما بين سنوات 1986 و 1993، بمشاركة 10 آلاف عامل، من بنائين وصناع تقليديين. ويعلو الصومعة – والتي تُعد منارةً أيضاً – مصباح لأشعة الليزر، يرشد السفن التي تبعد أكثر من 30 كيلومتراً عن ساحل المدينة.
برج المحطة الحرارية “نور”:
تمتد المحطة الحرارية “نور” على مساحة 117 كيلومتراً مربعاً باقليم ورزازات، جامعة حرارة الشمس التي يتم تحويلها إلى طاقة كهربائية، بواسطة 500 ألف مرآة عاكسة، تنتشرفي 800 صف طويل متواز، وتتحرك هذه المرايا التي يبلغ ارتفاع كل منها حوالي 12 مترا، بشكل بطيء ومتناغم، في حركة شبيهة بحركة زهور دوار الشمس، لتسلط الضوء المُنعكس على برج يعلو 200 متر، يمرر الحرارة إلى المحطة، التي تُحولها بدورها إلى طاقة كهربائية تناهز 160 ميغاواط/ساعة.
مبنى البنك المغربي للتجارة الخارجية (BMCE):
بمدينة الدار البيضاء، وعلى مساحة تمتد لهكتار ونصف، سينتهي العمل سنة 2016، بأكبر بناية مأهولة في المغرب، ستحوي 35 طابقاً، وتمتد لـ 190 متراً، وهي البناية التي ستضم المكاتب الرئيسية للبنك المغربي للتجارة الخارجية (BMCE).
عمارتا الـ “توين سانتر”:
الـ “توين سانتر” أشهر عمارتين في مدينة الدار البيضاء، وتتوسطان حي المعاريف، تم افتتاحهما سنة 1998، تحت إشراف المهندسين، الإسباني “ريكاردو بوفيل ليفي” والمغربي “إيلي مويال”، وتحويان 30 طابقاً على ارتفاع 115 متراً، موفرتان بذلك مساحة 93 ألف متر مربع، مخصصة للمكاتب الإدارية والمحلات التجارية.
فندق “سوفيتيل” الدار البيضاء:
تم افتتاح فندق”سوفيتيل” الدار البيضاء سنة 2011، ويتبع لشركة “Accor” الفرنسية، سادس أكبر المؤسسات الفندقية في العالم، يبلغ طوله 100 متر، وأشرفت شركة “MHNA” العالمية على هندسته الداخلية، ويحوي آخر الابتكارات الهندسية والتكنولوجية التي يتم توظيفها في أفخم الفنادق العالمية.