أبرز الشاعر حسن نجمي سمات التجربة التشكيلية للفنان الحبيب لمسفر التي طبعها حوار مفتوح بين الشعر والتشكيل.
ونوه نجمي مساء أول أمس بالرباط في عرض حول مونوغرافيا الحبيب لمسفر، التي صدرت ضمن منشورات جمعية الفكر التشكيلي، بمسار إبداعي وفكري متميز راكمه لمسفر ليس فقط كفنان تشكيلي بل كفاعل ثقافي ساهم بسخاء في النهوض بالحقل التشكيلي والثقافي المغربي ودعم مبدعيه، من موقع فنان يجتمع فيه الحس الشعري بمهارة الخطوط والألوان. في هذه المونوغرافيا التي تم تقديمها ضمن مجموعة إصدارات الجمعية، استعاد نجمي، كمتابع لحركة التشكيل المغربي وتياراته، سيرورة تبلور الاتجاه التشكيلي للمسفر الذي أغوته الانطباعية مبكرا بمدارسها المختلفة، بعد تتلمذه على يد الفنان التشكيلي الرائد عبد الكبير ربيع.
غير أن اللافت في هذه التجربة، حسب نجمي، كونها عززت المهارات الفنية في التعامل مع اللوحة ، خطوطا، وفراغات، وألوانا وإضاءة وإيقاعا، بتكوين نظري عتيد لم ينحصر في المدرسة الانطباعية الفرنسية بل ارتاد عوالم الانطباعية وأصولها في التراث التشكيلي الألماني والياباني والهندي وغيره.
ومنح العرض الذي قدمه الشاعر فرصة الدخول الى حميمية العالم الابداعي للتشكيلي المخضرم: كيف يعيش لحظة الإلهام، كيف يجهز محترفه للحظة الرسم، كيف يصنع صمته المناسب للعمل، كيف يهيئ لوحته لمغامرة اللون، ثم كيف يبدأ بلونه الأثير دائما: الأزرق، ذلك اللون الذي يسكبه من ذاكرة الحجرة الزرقاء في المدرسة خلال طفولته بالجديدة، ومن ذاكرة المشهد البحري الأطلسي.
واقتفى حسن نجمي تطور تجربة تشكيلية مفتونة بالمشاهد الطبيعية وارتقت من التشخيصية البحثة الى تشخيصية بلمسة تجريدية استوعبت قلق الفنان وهواجسه وسعيه الى ارتياد الآفاق البعيدة.
كما توقف عند محطة غنية من مسار الفنان تتمثل في صداقته الانسانية والإبداعية مع الشاعر والكاتب المغربي الراحل محمد خير الدين، الذي خص أعمال المسفر بمقال نقدي هام نشرته مجلة “إسبري” المحكمة في فرنسا.
وجاء تقديم مونوغرافيا الحبيب المسفر في إطار حفل تقديم مجموعة من المنشورات الحديثة التي صدرت عن جمعية الفكر التشكيلي، بحضور وزير الثقافة محمد أمين الصبيحي ونخبة من الفنانين التشكيليين والنقاد.