أثار مقطع فيديو صادم اعتداء مدير صيني على عامل كيني داخل مصنع في كينيا جدلاً واسعاً، ودفع الجهات الرسمية والعمالية إلى المطالبة باتخاذ إجراءات صارمة، وسط تأكيدات من السفارة الصينية بأنها ستتحرك بحق المتورط.
ووفق وسائل إعلام كينية، وقع الاعتداء داخل مصنع للحديد، حيث ظهر المدير الصيني في الفيديو وهو ينهال ضرباً على العامل الكيني، مستخدماً لوحاً معدنياً، بينما حافظ العامل على هدوئه، وتراجع مبتعداً لتجنب الأذى.
لكن ما أثار الجدل بشدة هو ظهور العامل الكيني بمقطع فيديو وهو يعفو عن المدير الصيني، ويصافحه قائلاً: “لقد سامحته، وليس لدي مشكلة معه بعد الآن، أريد أن أستمر في عملي”.
وفتح الفيديو نقاشاً وطنياً حول ظروف العمالة والاستغلال، والانتهاكات التي قد لا يتم الإعلان عنها، ودفع العديد إلى المطالبة بحماية أكبر للعمال الكينيين داخل الشركات الأجنبية.
ودعت مركزية نقابات العمال الكينية (كوتو) الحكومة إلى ترحيل المدير فوراً، معتبرة الحادثة انتهاكاً صارخاً لكرامة العامل وحقوقه.
وقال الأمين العام فرانسيس أتولي إن النقابة تلقت شكاوى عديدة من العمال في بعض الشركات الأجنبية، بينها إجبارهم على العمل لساعات طويلة دون مقابل، والتعرض للتهديد أو الإهانة، وحتى منع العمال من أخذ استراحات لدخول الحمام.
وأكد أتولي أن مثل هذه الممارسات تهدد مناخ الاستثمار في كينيا، وتنتهك القوانين الوطنية والمعايير الدولية للعمل، داعياً إلى تشديد الرقابة على الشركات الأجنبية.
من جهتها، قالت إدارة المصنع إن المدير الصيني مجرد عامل ضمن طاقم الشركة، وإنها لا تقبل بأي شكل من أشكال العنف أو الإساءة، مؤكدة أن قرار فصله وترحيله جاء لحماية بيئة العمل، وضمان احترام جميع العمال.
وأكدت السفارة الصينية في نيروبي، في بيان رسمي، أن الشركة المشغّلة قامت بفصل العامل الصيني فوراً بعد انتشار الفيديو، وأن إجراءات إضافية، من بينها الترحيل إلى الصين، قيد التنفيذ.
وجاء في بيان السفارة: “أُبلغنا بأن إدارة الشركة أنهت عقد العامل الصيني فوراً وستتخذ بحقه إجراءات تأديبية أخرى. هذه حادثة فردية ولا يجب أن تنعكس على التعاون الاستثماري بين الصين وكينيا”، كما شدّدت السفارة على أن جميع المواطنين الصينيين في كينيا ملزمون باحترام القوانين والعادات المحلية والتعامل بكرامة مع زملائهم الكينيين.
مشاهد 24 موقع مغربي إخباري شامل يهتم بأخبار المغرب الكبير