في العشرينات من القرن العشرين، تخيل المؤلف إريك ماريا ريمارك في روايته «كل شيء هادئ على الجبهة الغربية» كيف ستستمر الأظافر في النمو لفترة طويلة بعد الموت بحيث «تلتف» ويزدهر الشعر «مثل العشب في تربة جيدة»، لتثار إثر ذلك أسئلة علمية حول حقيقة ذلك.
وتكشف الباحثة ليندسي بيفر في تقرير لصحيفة واشنطن بوست، حقائق مدهشة عن هذه الشائعات، وتؤكد أن ذلك محض أسطورة، حيث لا يستمر شعرنا وأظافرنا في النمو بعد وفاتنا. لكنها تضيف أن الفكرة ليست غير معقولة تماماً؛ لأن الجسم المتحلل قد يخلق هذا الوهم.
وتضيف أنه «عندما نكون على قيد الحياة، تنتج أجسامنا خلايا جديدة تساعد على نمو الشعر والأظافر. ويميل الشعر إلى النمو نحو 10.5 ملم، أو ما يقرب من نصف بوصة، شهرياً. وتنمو أظافر اليدين والقدمين بمعدل 3.47 ملم و1.62 ملم شهرياً على التوالي.
وقالت شاري ليبنر، الأستاذة المساعدة في طب الأمراض الجلدية السريرية في الولايات المتحدة: «في المتوسط، سيستغرق الأمر نحو ستة أشهر لاستبدال ظفر إصبعك بالكامل إذا فقدته، ومن عام إلى عام ونصف لاستبدال ظفر قدمك». ولكن «في اللحظة التي نلفظ فيها أنفاسنا الأخيرة، تبدأ خلايانا في الموت، ولا تعود أجسامنا قادرة على إنتاج خلايا جديدة».
والسبب هو أنه بعد الموت، يحدث جفاف الجلد الموجود على الرأس وحول الأظافر وانكماشه، ما يجعل الشعر والأظافر تبدو أطول، وبالتالي كما لو كانت تنمو.
وقالت إميلي رانكورت، المدير المساعد لبرنامج علوم الطب الشرعي في جامعة جورج ماسون: «نرى أن التحلل يبدأ في غضون عدة دقائق بعد الوفاة».
وفي خلال 24 إلى 72 ساعة، تبدأ الأعضاء الداخلية في الانهيار. وقال رانكورت، وهو أيضاً مدير مشارك لمختبر أبحاث وتدريب علوم الطب الشرعي بالجامعة، إنه بعد عدة أسابيع، قد تبدأ الأسنان والشعر والأظافر في التساقط، على افتراض عدم تحنيط الجثة.
ويمكن لمتعهدي دفن الموتى أن يؤخروا عملية تحلل الجسم من خلال التحنيط، حيث يتم تصريف الدم من الجسم واستبداله بمحلول يحتوي على مواد حافظة مثل الفورمالديهايد.
وقالت سيسيليا أوبرماير، مديرة الجنازات المرخصة ومديرة القبول في معهد بيتسبرغ للعلوم الجنائزية، إنه يمكن إضافة مواد كيميائية أخرى، مثل اللانولين في الحالات التي يعاني فيها الشخص جفافاً شديداً عند الوفاة، ويمكن أن تساعد الأصباغ الوردية في استعادة مظهر أكثر دفئاً.
وقال رانكورت إنها في إحدى الحالات، شهد استخراج جثة محنطة لا تزال بها لحم على العظام بعد 44 عاماً من دفنها.