ونشر الشاب عدداً من الفيديوهات عبر حسابه على تيك توك التي يزعم فيها أنه “خليفة الله في الأرض”، ويحث المتابعين على التفاعل مع محتواه لتوثيق صحة ادعاءاته، ليصفه المتابعون بأنه إما مريض نفسي أو باحث عن الشهرة، مما أثار موجة جدل وسخرية على المنصة.
اللافت أن الادعاء بظهور المهدي المنتظر أو حتى الادعاء بالنبوة ليس جديداً، إذ سبق هذا الشاب آخرون، أبرزهم اللبناني نشأت منذر الشهير بـ “نشأت مجد النور”، الذي تم القبض عليه في فبراير 2022، لاتهامه بعدة جرائم، أبرزها ادعاء النبوة وتهديده لمجموعة من الإعلاميين.
أيضاً هناك صاحب الفيديو المتداول في يوليوز 2015 من داخل أحد المساجد في المملكة العربية السعودية، والذي حوّل المكان إلى ساحة عراك بينه وبين وعدة شبان، وكان يردد خلاله أنه هو “المهدي المنتظر”.
وأظهر مقطع الفيديو، مقاومة أربعة شبان لرجل في أحد المساجد أثناء صلاة القيام، وهم يحاولون الإمساك به، وأصبح وسط المسجد ساحة اشتباك بالأيدي، ثم انتهى الأمر بأن سيطروا على الرجل وطرحوه أرضاً وهو يردد الشهادة، ثم قال في نهاية المقطع: “أنا المهدي المنتظر”.
وفي ماي 2021، حاول رجل أربعيني الصعود على منبر الحرم المكي حاملاً عصا يهاجم بها الأخرين، مدعياً أنه المهدي المنتظر، واستطاع أمن الحرم إيقافه والسيطرة عليه، وإشعار النيابة العامة بالإجراءات والتحقيقات التي تم اتخاذها تجاهه.
ومن السعودية إلى مصر، إذ يعد الطبيب صلاح شعيشع أشهر مصري ادعى النبوة قبل أن يُلقى القبض عليه في العام 1985 ويحكم عليه بالسجن 5 سنوات، حيث بدأ نشاطه المزعوم في السحر أوائل الستينيات، ثم أنشأ جماعة خاصة به، ولكن لم يلبث أن انفض عنه أنصاره وتم القبض عليه.
وبتاريخ ماي 2020، قررت نيابة “كوم حمادة بالبحيرة” في دلتا مصر، حبس موظف خمسيني لاتهامه بإنشاء صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي تروج لأفكار مغلوطة ومتطرفة، وادعائه بأنه المهدي المنتظر.
وسبق ذلك في عام 2000، ظهور 3 مصريين ادعوا أنهم “المهدي المنتظر”، أولهم محمد عبدالنبي عويس في سيناء، والذي كتب كتاباً يشرح فيه تعاليمه، وكان مصيره الإقامة في مستشفى الأمراض العقلية.
وفي نفس العام ظهر شخص يدعى حنفي من بورسعيد ادعى أنه “المهدي المنتظر” واعتقلته الشرطة. كما ظهر أحمد عبدالمتجلي من الإسماعيلية الذي ادعى نفس الأمر، إضافة لقدرته على إخراج الجن.
وفي محافظة الشرقية في مصر، فوجئ المصلون في أحد المساجد بشاب يخبرهم أنه “المهدى المنتظر”، فسايره أحدهم وقال “سأصطحبك لمكان ما الآن، ولو عرفت ما هو ذلك المكان قبل الوصول إليه سأبايعك وأدعو الناس لتصديقك”، وكان المكان الذي لم يعلم به المهدي المزعوم هو مستشفى الأمراض العقلية الذي تم إيداعه فيه.
كما ظهر شخص يدعى أحمد الجنايني ادعى أنه “الإمام المنتظر” وأكد ذلك في رسالة بعثها إلى دار الإفتاء المصرية، مستدلاً بآيتين في القرآن على أنه إمام هذا الزمان.
وكما ورد سابقاً، فإن هذه الظاهرة ليست جديدة في الدول العربية، كما أنها تعتبر منتشرة أيضاً عالمياً، إذ ظهر العديد ممن يطلق عليهم في الغرب “الزعماء الروحيين”، وبعضهم استطاع قيادة طوائف استمرت لسنوات وأظهرت زيفيها، من أشهرهم تشارلز مانسون في أمريكا، وطائفة “هيكاري نو وا و أليف”.
ويقول خبراء في علم النفس، إن هؤلاء الذين امتلاك قدرات خارقة، غلباً ما يكونون مصابين بخلل عقلي، وهذا الخلل يحدث نتيجة اضطراب حيث يعاني المريض بذلك من أعراض ذهنية مشوشة وإحساس بالوهم وهلاوس تنتابه وتجعله يصدق أشياء غريبة عن نفسه.
ومن جانب آخر، قد يحاول البعض الحصول على الشهرة من خلال هذه الادعاءات، وما يترافق معها من مكاسب مادية، خصوصاً في عصر باتت فيه منصات التواصل الاجتماعي، تقدماً كسباً سريعاً لأصحاب المشاهدات العالية، بغض النظر عن المحتوى، مما يدفع البعض لادعاءات غريبة مستغلين دعم البسطاء أو حتى الفضوليين الذين قد يتابعون هؤلاء للتسلية والسخرية ليس أكثر.