تواجه العائلة المالكة البريطانية تحدياً كبيراً عقب إصابة الملك تشارلز الثالث بالسرطان، فرغم أن معنويات الملك البريطاني مرتفعة، إلا أنه سيغيب مؤقتاً عن ارتباطاته وواجباته الملكية العامة، خلال فترة العلاج، الأمر الذي يُشكل ضغطاً على العائلة المالكة خلال تلك الفترة، لا سيما الأمير ويليام الذي تقع على كاهله مسؤولية كبيرة راهناً، من هنا يظهر دور الأخ الأصغر هاري وإظهار مؤازرته ومساندته لعائلته، حتى في ظل العلاقات غير المستقرة.
ويمضي الأمير ويليام هذه الأثناء وحيداً محملاً بمهام ومسؤوليات أكثر، في ظل غياب والده وزوجته التي تؤازره وتسانده دائماً، فهي متوقفة عن ممارسة مهامها الرسمية حتى أبريل المقبل، الأمر الذي يشكل صعوبة له في البقاء فترة أطول إلى جانب عائلته بأسرها في هذه الظروف، ويعود وريث العرش ويليام لمهامه العامة هذا الأسبوع، بعدما اطمأن على زوجته، ويجوز له القيام ببعض الواجبات الملكية نيابة عن والده، بالإضافة إلى ارتباطاته الخاصة، وفقاً لما ورد في موقع ميرور البريطاني.
فيما تستعد قرينة الملك، كاميلا، للعب دور هام في دعم الملك خلال فترة علاجه، مع المحافظة على كامل واجباتها العامة.
وخلف الكواليس، يعتزم الملك تشارلز الحفاظ على لقاءاته الأسبوعية مع رئيس الوزراء ومواصلة التعامل مع الصناديق الحمراء، لكن الظهور العلني سيتقلص حتماً، الأمر الذي يثير تساؤلات حول كيفية عمل النظام الملكي في المستقبل، ولهذا السبب قرر تشارلز الاتصال بنجليه وإخبارهما بطبيعة مرضه وكذلك أشقائه الثلاثة.
وبحسب مصدر مطلع مقرب من العائلة المالكة، سيسافر الأمير هاري إلى بريطانيا اليوم، لرؤية والده، من دون زوجته ميغان وأطفالهما، حسب ما ورد في صحيفة “ذا صن” البريطانية.
وقالت جيني بوند، المراسلة الملكية السابقة لبي بي سي، إنها تأمل أن يكون مرض الملك تشارلز الثالث فرصة للأمير هاري للتصالح مع والده وشقيقه والعائلة المالكة بأكملها، وأن يقوم بدور الأخ “الشهم”.
ومن المتوقع أن تكون عودة ويليام إلى العمل “مزدحمة”، حيث من المرجح أن يتقدم وريث العرش البريطاني لدعم العائلة بشكل أكبر، من خلال القيام ببعض الواجبات نيابة عن والده، بينما يخضع الملك للعلاج.
وبالرغم من إيجابية الملك تشارلز، إلا أن التشريع موجود في حالة أصبح الملك “عاجزاً” عن أداء مهامه الملكية، فبعد شهور من توليه الحكم أدخل الملك تشارلز تعديلات على قانون الوصاية على العرش لعام 1937، بعد عقود طويلة لوضع جده الملك جورج السادس لهذا القانون، حيث طلب تشارلز من مجلس اللوردات إضافة اثنين من أفراد العائلة المالكة البريطانية إلى قائمة مجلس مستشار الملك لشؤون الدولة، والذي يضم أولئك الذين يمكنهم تولي مهام عمله مؤقتاً.
وفي حالة العجز المؤقت أو الغياب عن البلاد، يمكن للملك تشارلز أن يفوض “مستشاري الدولة” نيابة عنهم، كما حدث مع الراحلة الملكة إليزابيث الثانية عندما طلبت من الأمير تشارلز والأمير ويليام حضور الافتتاح الرسمي للبرلمان في عام 2022، حسبما ورد في صحيفة دايلي ميل البريطانية.
وعليه، فإن مستشاري الدولة هم جميعاً أعضاء في العائلة المالكة ويمكن لعضوين أو أكثر القيام بالمهام الملكية في وقت واحد، وبالتالي خلال فترة علاج تشارلز، فإن قرينته كاميلا ونجله الأمير ويليام وشقيقته الأميرة آن، وشقيقه الأمير إدوارد سيقدمون الدعم الكامل للملك.
ولهذا حرص قصر باكنغهام على إظهار أن الأعمال تسير كالمعتاد داخل النظام الملكي، وأصر على استمراره وازدهاره دون قيام تشارلز وكيت بواجباتهما الملكية.
وواصلت كاميلا التزاماتها اليومية، وقدمت تطمينات لهؤلاء الذين يستفسرون عن صحة الملك، بأنه “في حالة جيدة” ويمضي في تعافيه.
ومن المؤكد أن بيان القصر أعطى الانطباع بأن الملك يأمل في العودة قريباً. وأضاف البيان أن الملك “لا يزال إيجابياً تماماً بشأن معاملته ويتطلع إلى العودة إلى الخدمة العامة الكاملة في أقرب وقت ممكن”.
وكان اللافت في البيان ذكر أن الملك قرر الكشف عن تشخيصه بهذا المرض بهدف التوعية ومنح المعنويات للجميع حول هذا المرض.
وضع القدر تحدياً أمام حكم طال انتظاره، فمنذ تولي والدته الراحلة الملكة إليزابيث الحكم، أصبح تشارلز يحمل لقب وريث العرش الأطول خدمة في التاريخ البريطاني، لقد حمل اللقب لأكثر من 70 عاماً، قبل أن يصبح ملكاً بعد وفاة الملكة في 8 شتنبر 2022.
ومنذ توليه منصبه، أصبح الملك حذراً إلى حد كبير، حيث كان يعمل ضمن القيود الجديدة، لكنه لا يزال يجد طرقاً للتركيز على القضايا التي تهمة، مثل البيئة، وبحسب استطلاع رأي أجري مؤخراً، أوردته صحيفة “الغارديان” البريطانية، يبدو أن الشعب البريطاني بدأ يجده بشكل أفضل، فأكثر من 50% من الأشخاص الذين شملهم الاستطلاع قالوا إنه كان يقوم بعمل “جيد”، في حين قال 9% فقط إنه كان يقوم بعمل “سيئ”.