أطلق علماء آثار عمليات تنقيب جديدة في غرب فرنسا لمحاولة فك رموز «بلاطة سان بيليك»المحفورة منذ 4000 سنة وتُعَدّ أقدم خريطة لمنطقة في أوروبا.
وقال عالِم الآثار الأستاذ في جامعة غرب بريتاني إيفان باييه في موقع سان بيليك في لوان بجبال بريتاني إنه وزملاءه يسعون إلى «تحديد سياق الاكتشاف بشكل أفضل، والحصول على عناصر تأريخ» وإلى «التحقق مما إذا كانت أي الأجزاء لا تزال موجودة».
فأثناء التنقيب في هذا القبر، اكتشف بول دو شاتيلييه (1833-1911) اللوح المنقوش عام 1900، قبل أن يطويها النسيان لأكثر من قرن.
وكتب عالم الآثار يومها «علينا ألا نترك الخيال يضللنا، ولنترك أمر قراءة (اللوح) لشامبليون ما، ربما يصبح موجوداً ذات يوم»، في إشارة إلى عالم المصريات الفرنسي جان فرانسوا شامبليون الذي نجح في فك رموز اللغة الهيروغليفية المصرية القديمة.
وسعى الباحثان إلى تأكيد حدسهما الأوليّ من خلال إجرائهما مسحاً ثلاثي الأبعاد لهذا اللوح الذي يبلغ قياسه 2.20 متر في 1.53 متر، لمقارنتها بالخرائط الحالية بواسطة طريقة إحصائية. وتبيّن أن البلاطة تتشابه مع التضاريس الحالية بنسبة 80%.
وشرح كليمان نيكول أنهما تمكنا من التعرف إلى نقوش اللوح «على الشبكة الهيدروغرافية، وتضاريس الجبال السوداء». وأضاف «لا يزال يتعين علينا التعرف إلى كل رموز الأشكال الهندسية، والشروح المرفقة بها، والطرق…».
والأكثر غموضاً بين هذه الرموز تجاويف دائرية صغيرة يتراوح قطرها بين مللّيمتر واحد وعشرة مللّيمترات أُحدِثت في اللوح، قد تمثل مساكن أو رواسب جيولوجية.
وكان اللوح المنقوش يمثّل منطقة يبلغ طولها 30 كيلومتراً وعرضها 21 كيلومتراً، ويُعتقد أنه يعود إلى زمن الممالك الصغيرة في غرب فرنسا التي قد يكون تراجُع مكانتها وقوتها وراء ما حصل للوح. وشرح نيكولا أن «الخريطة المنقوشة لم يعد لها أي معنى وقتها، وتم تكسيرها لاستخدامها مادةَ بناء».