في حال زيارتك لبعض المدن الإيطالية، ستجد أن القطط بأنواعها تحظى بمكانة خاصة، ولا يجوز إيذاءها في بعض الأماكن، وذلك لاعتزاز الشعب الإيطالي بها، لإنقاذها لهم من وباء خطير استمر لسنوات طويلة، وهو ما تم الكشف عنه في العديد من الوثائق التاريخية الخاصة بالبلاد.
في القرن الرابع عشر ضرب وباء الطاعون العاصمة الإيطالية روما، وبعد المحاولات المستمرة لسنوات من أجل السيطرة عليه، ظهرت القطط بدورها البيولوجي والطبيعي للقضاء على الفئران بأنواعها خاصة الميتة، حسب موقع «history» العالمي.
وذكرت الوثائق التاريخية الإيطالية أن القطط ساعدت في إنقاذ إيطاليا، خاصة مدينة البندقية من وباء الطاعون المدمر في عام 1348.
وبعد مرور عقود من القضاء على وباء الطاعون في إيطاليا وعلى مستوى أوروبا، جاءت العديد من الحملات الخاصة لمحاولة التقليل من الأعداد الكبيرة للقطط في الشوارع، لكن المواطنون الإيطاليون كانوا يرفعون الأسلحة احتجاجًا على تلك القرارات.
وفي عام 1960 وصلت أعداد القطط الضالة في شوارع مدينة البندقية إلى أكثر من 12 ألف قطة، لذا قامت مجموعة من السيدات، بتوفير الطعام والماء لهم في كل حي بالمدينة.
وبعد مرور 5 أعوام تم تأسيس جمعية لإنقاذ القطط على يد البريطانية المولودة في مدينة البندقية السيدة هيلينا ساندرز.
ومع اهتمام الشعب الإيطالي بتعزيز مكانة القطط لما قامت به من دور فعال في إنقاذهم من وباء الطاعون قبل قرون طويلة، عملت السلطات في مدينة البندقية على توفير أول مساحة مخصصة لحفظ القطط الضالة بالشوارع، وهي جزيرة سان كليمنتي المهجورة، التي كانت موقعا قديما في القرن الـ19، خاص بملجأ الأمراض العقلية للنساء.
وتتميز تلك الجزيرة بمبانيها القديمة المهيبة التي تعود للقرن التاسع عشر، وكذلك ضمها لواحدة من الكنائس العريقة، لكنها غير مأهولة بالسكان، لذا سرعان ما تحولت لملاذ آمن لقطط الشوارع.
وتشير التقارير إلى أنه هناك تزايد مستمر دائمًا في أعداد القطط، حيث يتم بكل عام إحضار القطط غير المرغوب بها أو المريضة، من قبل متطوعي مدينة البندقية، ومن ثم يتم إجراء الفحوصات الطبية لها وتقييم حالاتها، وفيما بعد تُضم للمستعمرة الخاصة بالقطط.
جدير بالذكر أن مدينة البندقية أول مدينة إيطالية تقر قانون حقوق الحيوان، في العام 1987، الذي تم اعتماده على المستوى الوطني فيما بعد في عام 1991، وهو الذي يضمن للقطط الضالة منطقة للعيش بحرية داخل أرجاء المدينة الشهيرة.