لاتتوقف الجزائر أبدا عن استهداف المغرب من خلال نسج خيوط مؤامراتها ضد وحدته الترابية، وذلك من منطلق عدائها الثابت له، لصرف اهتمام الشعب الجزائري عن واقعه الاقتصادي والاجتماعي الذي يتردى يوما بعد يوم، في ظل انخفاض عائدات البترول.
ومن آخر المستجدات الحاصلة في هذا المجال، أنها استغلت الزيارة المرتقبة التي يعتزم كريستوفر روس، المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة، القيام بها قريبا للمنطقة، للترويج لما وصفته أبواق إعلامها ب”مخطط أممي جديد”، لإيجاد حل لمشكل النزاع في الصحراء، الذي ما كان ليكون أصلا لولا تبنيها ودعمها اللوجستيكي بكل أشكاله للجبهة الانفصالية البوليساريو.
وقد اتضح فعلا أن المخابرات الجزائرية هي التي تقف وراء إشاعة هذا الخبر، في محاولة منها للتشويش على مبادرة المغرب الرامية إلى العودة إلى حضن البيت الإفريقي، والقطع مع سياسة الكرسي الفارغ، التي أثبتت التجربة فشلها.
الدكتور عبد الرحيم منار اسليمي، ومن مرصده كباحث ومحلل سياسي، يستبعد أي مقترح أممي جديد، مؤكدا أن الخبر صناعة جزائرية، بثته وكالة أنبائها الرسمية، “لأنه لايوجد لحد الآن مايفيد أن الأمم المتحدة تستعد لإطلاق مقترح جديد.”
ويخلص اسليمي في تدوينة له على حائطه الفايسبوكي إلى أن “الأمر يتعلق بحرب دبلوماسية تؤول فيها الجزائر أي تصريح عام لمسؤول أممي بأنه توجه جديد للأمم المتحدة في الملف، حرب دبلوماسية جزائرية تجري في هذه اللحظات الأخيرة من ولاية بان كيمون ومبعوثه للمنطقة وداخل سياق دولي تشتغل فيه الإدارة الأمريكية في الشهور الأخيرة للرئيس أوباما على أولويات أخرى، الشيء الذي يعيد الجمود لملف الصحراء مجددا داخل الأمم لمتحدة بعد أن تجاوز المغرب والأمم المتحدة أزمة البعثة الأممية وتداعيات قرار مجلس الأمن لأبريل الماضي”.
ولا تتوقف الجزائر، في معاكستها لوحدة المغرب الترابية عند الترويج لمثل هذه الأباطيل، بل إنها تتحرك في كل الاتجاهات، اعتقادا منها أنها بذلك تحاصره وتضعه في مأزق، وهي واهمة في هذا التصور، ناسية أو متناسية أن المملكة لاتتاثر بمثل هذه الأساليب، التي لا تصمد أمام شمس الحقيقة.
وهاهي ، وفي إطار مخططها المفضوح، تمول بسخاء مادي كبير، وتحتضن حاليا في منطقة بومرداس الجزائرية، ما تسميه “الجامعة الصيفية لإطارات جبهة البوليساريو”، وتدفع بزعيمها الجديد ابراهيم غالي إلى مهاجمة المغرب والتفوه بكلمات تقطر حقدا وسما ضد تاريخه ووحدته الترابية.
وإمعانا في هذا التوجه العدائي، تستضيف الجزائر في هذه ” الجامعة” أيضا عناصر من انفصاليي الداخل، رغبة منها في شحنهم وتوظيفهم لخدمة أغراضها من أجل زرع الفتنة في الأقاليم الجنوبية، في استغلال بشع لحرية التعبير في المملكة.
ورغم كل ذلك، تردد الجزائر في خطاباتها الرسمية ومواقفها السياسية في المنتديات الدولية، أن لاعلاقة لها بقضية الصحراء، وأن المشكل منحصر فقط بين المغرب والبوليساريو، وتنسى أن لاأحد في العالم يصدق إدعاءاتها.