بالنسبة إلى ماكس بوت، الكاتب الأمريكي وعضو “مجلس العلاقات الخارجية”، مركز الأبحاث الشهير بمدينة نيويورك، فإن عدم التحرك في سوريا له كلفة كبيرة.
ماكس بوت، الذي نشر مقالا بموقع مجلة Commentary التي تكتب فيها النخبة اليهودية الأمريكية، صدر مقاله باقتباس لزميله في “مجلس العلاقات الخارجية” إليوت أبرامز الذي أكد أنه عدم التحرك في سوريا من قبل الرئيس باراك أوباما ستكون نقطة سوداء خلال عهدتيه الرئاسيتين.
باقي المقال خصصه ماكس بوت للتدليل على كون زميله محق في كلامه، حيث استشهد بداية بما قال إنها الكلفة البشرية المرتفعة للحرب، والتي يقال إنها خلفت لحد الساعة 400 ألف قتيل ناهيك عن المشردين من ديارهم واللاجئين.
عدد الضحايا مستمر في الارتفاع في الوقت الذي يواصل فيه نظام الأسد، حسب الكاتب، دك مدينة حلب، من بينها قصف أربع مستشفيات بالمدينة. وبرغم إدانة البيت الأبيض للمستشفيات وتجديد مطالبته للأسد بالتنحي، إلا أن عدم التحرك في سوريا ، كما يصر على ذلك الرئيس، تظل مجرد كلمات فارغة حسب ماكس بوت ما يضرب في مصداقية الولايات المتحدة.
ويدعو كاتب المقال إلى إقامة منطقة حظر جوي فوق سوريا، معتبرا أنها أفضل طريقة لإنقاذ أرواح السوريين وتمكين المتمردين المعتدلين من المقاومة. لكن بدلا من ذلك، ينتقد بوت ما يراه أنه “مخطط خيالي” تقوده الولايات المتحدة، ويقوم على التعاون مع روسيا من أجل محاربة “داعش”. روسيا هي نفسها، يذكر الكاتب، التي قامت بقصف قاعدة في جنوب سوريا يتحصن فيها “المتمردون المعتدلون” وشركاءهم من قوات أمريكية وبريطانية خاصة.
بوت ذكر كذلك بأن روسيا هي ذاتها التي صرحت أن هدفها الأساسي في سوريا هو الحفاظ على حلفائها وضمان بقاء نظام الأسد في السلطة.
بيد أن كاتب الدولة الأمريكي في الخارجية، جون كيري، يستطرد ماكس بوت، مصر على الاستمرار في سياسة تبادل المعلومات مع روسيا على أمل، وهو ما يرى فيه الكاتب سذاجة، أن يدفع ذلك روسيا إلى الكف عن قصف مواقع المتمردين المعتدلين والتركيز على مواقع “داعش” و”جبهة النصرة”.
هذه السياسة الأمريكية قوبلت لم ترضي مدير الاستعلامات الوطنية جيمس كلابر الذي أكد في حديث مع صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية أن عبر عن تحفظه على تبادل المعلومات مع روسيا التي تريد أن تستغل المعلومات الاستخباراتية الأمريكية ومعرفة مصادرها وتقنيات جمعها.
استمرار إدارة الرئيس باراك أوباما في السياسة الساذجة القائمة على التعاون مع روسيا، يقول ماكس بوت، لن تفيد في شيء في وقف حمام الدم في سوريا بل إنها ستوسع هامش نشاطات الجماعات الإرهابية وستدفع مزيدا من اللاجئين لمغادرة البلاد، من بينهم أشخاص مضطربون على شاكلة الشخص الذي فجر نفسه في أنسباخ في ألمانيا، ما يعني احتمال تعرض مزيد من الناس للقتل.