الرئيسية / إضاءات / كيف سيكون من مصلحة إسرائيل قيام دولة كردية ؟
دولة كردية
العلم الإسرائيلي والكردي في مظاهرة للأكراد

كيف سيكون من مصلحة إسرائيل قيام دولة كردية ؟

منذ سنوات عدة، حصرت إسرائيل على بناء علاقات جيدة مع أقليات عرقية أو لغوية أو دينية في العالم العربي، أو على الأقل بعض نخبها السياسية والثقافية، من بينها الأكراد، لذلك يبدو من المنطقي القول بأن إسرائيل ستسفيد من رؤية دولة كردية تولد في الشرق الأوسط.

وفي حين قد يبدو للبعض التساؤل حول ماذا تستفيده إسرائيل من ولادة دولة كردية في منطقة يتوزع فيها الأكراد بين دول إسلامية وعربية هي العراق وتركيا وسوريا وإيران، يبدو الإجابة عن هذا السؤال من أجل تعميق الفهم بخصوص هذا المشكل.

الجواب يقدمه باكر لاشكاري، رئيس منظمة المغتربين الأكراد، والذي نشر في صحيفة “جيروازليم بوست” مقالا نوه فيه بالعلاقات الكردية الإسرائيلية، والتي قال إنها تمتد لعقود مضيفا أن كردستان كانت موطنا لآلاف اليهود الأكراد الذي هجرتهم السلطات العراقية إلى إسرائيل في سنوات الخميسنات.

وفي الوقت الذي تتحد فيه عدد من دول الشرق الأوسط ضد إسرائيل، يقول لاشكاري، يمكن لهاته الأخيرة أن تعول على وجود صديق في شخص دولة كردية مستقلة، والتي يمكن أن تلعب دور منطقة عازلة بين تركيا وإيران وسوريا والعراق.

لاشكاري أكد أن المزاج العام في إقليم كردستان تغير، وأن الأكراد لم يعودوا يرون أي مستقبل مشترك مع حكومة بغداد، واصفا العراق بأنه “دولة فاشلة” ومعتبرا أن انفصال الأكراد سيكون أفضل لهم وللمنطقة.

ويستطرد الكاتب من خلال التأكيد على أنه، كبقية الأكراد، ليس له ثقة في حكومة بغداد معتبرا أن العراق سيظل حبيسا للصراع التاريخي بين السنة والشيعية، وهو الصراع الذي لن يتم حله أبدا سلميا.

استقلال الأكراد سوف يقابل بعدائية من طرف تركيا وإيران وسوريا والعراق، يقول باكر لاشكاري، الذي يؤكد أن الأكراد ينظرون إلى إسرائيل على أنه قدوة بالنسبة لهم كبلد صغير يحيط الأعداء من كل جانب، لكنه يتمتع بعلاقات قوية مع الولايات المتحدة.

الدعم الأمريكي لاستقلال إقليم كردستان العراق هو الهدف المسطر حسب لاشكاري، الذي يعتبر أن معاداة الدول الإسلامية سالفة الذكر لولادة دولة كردية لن يكن له تأثير ما دامت واشنطن ستدعمها.

رئيس منظمة المغتربين الأكراد عبر كونه يحلم برؤية دولة كردية مستقلة تتمتع بعلاقات دبلوماسية قوية مع إسرائيل، مضيفا أن الأكراد هم الأمة الوحيدة في الشرق الأوسط التي لا تحمل كرها لإسرائيل أو الولايات المتحدة.

الدولة الكردية الناشئة، في حال كتب لها الوجود، يتوقع لها باكر لاشكاري أن يكون لها أصدقاء قلائل في المنطقة، لذلك فإن الأكراد لا بد وأنهم سيتوجهون لإسرائيل من أجل ضمان أمنهم وتمتين علاقاتهم مع الولايات المتحدة.

من جانب آخر، فمع تعثر وسقوط حكومات عربية، وهو ما ستحاول الجماعات الإسلامية المسلحة استغلاله لصالحها، يقول باكر لاشكاري أن التعاون بين الجانبين الكردي والإسرائيلي سيكون مثمرا.

أن تلعب الدولة الكردية التي قد ترى النور دور منطقة عازلة، حسب ما ورد في مقال باكر لاشكاري، سبق أن تحدثت عنه وزيرة العدل الإسرائيلية أيليت شاكيد بداية السنة الجارية، والتي أكدت أنه على إسرائيل أن تدعو لقيام دولة كردية تفصل بين إيران وتركيا وتكون صديقة لإسرائيل.