أثار عدد من المؤثرين على تطبيق “تيك توك” موجة من الجدل في المملكة المتحدة، بعد نشرهم مقاطع فيديو تُظهر طرقاً للتحايل على أنظمة الدفع في شبكة قطارات لندن، وهو ما اعتبره المسؤولون دعوة علنية لارتكاب جريمة جنائية.
وظهر شبان في عدة مقاطع وهم يعبرون بوابات محطات مترو الأنفاق دون دفع الأجرة، بل ويقدّمون شروحات ساخرة لكيفية القيام بذلك، مستخدمين الممرات الواسعة المخصصة لذوي الاحتياجات الخاصة، والركّاب الذين يحملون أطفالاً أو أمتعة.
وتحوّلت هذه المقاطع إلى محتوى ترفيهي واسع الانتشار، حيث حصد أحد الفيديوهات التي نشرها مغني الراب “ستيبز” (واسمه الحقيقي صامويل أجيي) نحو 388 ألف إعجاب منذ عام 2022، فيما ظهر في فيديوهات أخرى مؤثرون مثل “تينتون” و”جافين تشي” وهم يبررون سلوكهم، بل ويصنّفون أساليب التحايل ضمن فئات فكاهية مثل: “العدّاء”، و”المتحدث”، و”الوحشي”، وفقاً لما ورد في “دايلي ميل”.
تُقدّر هيئة النقل في لندن (TfL) خسائرها السنوية من المتهربين من دفع الأجرة بنحو 130 مليون جنيه إسترليني، فيما أشار تقرير رسمي حديث إلى أن بعض الموظفين أصبحوا يرون هذا السلوك “طبيعياً”، ويجدون صعوبة في التعامل مع الركاب العدوانيين الذين يرفضون شراء التذاكر.
وبحسب الهيئة، فإن 3.4% من الركاب تهربوا من دفع الأجرة بين أبريل ودجنبر 2024، ويواجه هؤلاء غرامة تصل إلى 100 جنيه إسترليني، تنخفض إلى 50 جنيهاً إذا تم الدفع خلال أسبوعين.
وفي تصريح رسمي، قال سيوان هايوارد، مدير الأمن والشرطة في هيئة النقل في لندن: “التهرب من الأجرة جريمة جنائية، ونحن نعمل بجد على مواجهتها عبر فرق تحقيق متخصصة وأكثر من 500 ضابط شرطة منتشرين في الشبكة”.
وأكد هايوارد أن الغالبية العظمى من الركاب يلتزمون بدفع الأجرة، إلا أن “قلة قليلة” تضر بالنظام بأكمله، داعياً إلى التوعية بخطورة ما يروّج له بعض المؤثرين على المنصات الرقمية.
وتأتي هذه الحملة وسط دعوات إلى ضرورة تدخل المنصات الرقمية، خاصة “تيك توك”، للحد من انتشار هذا النوع من المحتوى الذي يحرّض على خرق القانون ويشوّه صورة وسائل النقل العامة.