الرئيسية / الرئيسية / الرئيس أوباما سيزور مدريد رسميا ولا يعرف مع من سيجري محادثات رسمية ؟
الرئيس أوباما سيزور مدريد رسميا
أوباما وماريانو راخوي في صورة من الأرشيف.

الرئيس أوباما سيزور مدريد رسميا ولا يعرف مع من سيجري محادثات رسمية ؟

أعلن المتحدث الصحافي باسم  البيت الأبيض، يومه الاثنين، أن الرئيس  أوباما سيزور مدريد رسميا   الشهر المقبل  من 9 إلى 11 منه، بعد انتهاء قمة الحلف الأطلسي التي ستنعقد في” فرصوفيا ” من 7 إلى 9 من ذات الشهر.

وأبرز البيان الصحافي الطابع الوثيق للعلاقات والروابط القوية التي تجمع البلدين على الصعيد الأمني والاقتصادي، على اعتبار أن إسبانيا حليف ثابت  وأساسي في منظومة الدفاع الغربية التي تتزعمها الولايات المتحدة.

وبالنظر إلى الوضع السياسي الراهن  في إسبانيا، لم يشر بلاغ البيت الأبيض إلى رئيس الحكومة الذي سيقابله الرئيس في مدريد  ويجري معه المحادثات السياسية التقليدية، لكن وزارة الخارجية الإسبانية سارعت إلى رفع  الالتباس في بيان وأوضحت فيه  أن الزيارة  ستتم بناء على دعوة سابقة من رئيس الحكومة الحالي، ماريانو راخوي ، في إشارة أمل إلى بقاء الأخير  في منصبه  بعد الانتخابات التشريعية

وتأتي الزيارة في ظرف غير مستقر تجتازه إسبانيا، في ظل توقعات تقول إن المشاورات من أجل تشكيل حكومة جديدة قد تطول بعد ظهور نتائج انتخابات 26 يونيو الجاري،على الرغم من وجود اتفاق بين الفاعلين الحزبيين على تمكين البلاد من جهاز تنفيذي  في غضون الأسبوع الأول من يوليو على الأكثر، بأية وسيلة متاحة،عكس ما يراه المحلون.

وإذا أمكن تحقيق هذا الوعد، فإن رئيس الولايات المتحدة لا يعرف منذ  الآن من سيرحب به  في قصر “لا منكلوا” بمدريد ؛ وقد يكون السيناريو مربكا للإدارة الأميركية إذا ما  نجح اليسار الإسباني  بأطيافه غير المتناغمة في  تشكيل حكومة ، ستعلن قطعا معارضتها لزعيمة العالم الحر بخصوص سياسات محددة وخاصة  الجانب الأمني والدفاعي فيها.

وتتم الزيارة الموعودة  أيضا  وسط أجواء ترقب في الاتحاد الأوربي،على ضوء النتيجة التي سيسفر عنها استفتاء بريطانيا بشأن الخروج من أو البقاء  في حضن  الاتحاد الأوروبي .

 فإذا صوت البريطانيون بغالبية  لصالح فك الارتباط مع أوروبا ، فإن مشكلات  سياسية قد تنشب لا محالة  بين مدريد ولندن على خلفية مشكل جبل طارق  الذي تطالب مدريد باستعادته  بل لوحت أخيرا إلى استماتة الدفاع عن مطلبها التاريخي  لدرجة أنها  منعت تحليق طائرة وزير الخارجية البريطاني في أجوائها كونها كانت ستحط في قاعدة عسكرية  تقع على جزء من الصخرة مستثنى من اتفاقيه بين البلدين ، استعمرت بريطانيا بموجبها الصخرة التي تحمل اسم  القائد المغربي طارق بن زياد

يذكر أنه مضت 15 سنة على آخر زيارة قام بها رئيس أميركي  في عهد الرئيس جورج بوش الإبن ، وحكومة خوصي ماريا أثنار الذي شارك الولايات المتحدة  بحماس غريب ، غزوها العراق ضدا على الشرعية الدولية الممثلة في الأمم المتحدة .

وبعد انتصار الاشتراكيين في انتخابات 2004 انسحبت الوحدات الإسبانية من العراق ، وتوترت العلاقات بين واشنطن ومدريد إلى زمن إذ لم تستعد دفئها إلا بعد انتخاب الرئيس أوباما ، الذي  استقبل في البيت الأبيض رئيس وزراء  إسبانيا الأسبق  خوصي لويس ثباطيرو .

وكان الرئيس أوباما ، وعد ملك إسبانيا فيلبي السادس في وقت سابق بزيارة بلاده .

وبرأي محللين، فإن الزيارة الرئاسية ما لم تصطدم بعراقيل تؤجلها أو تلغيها في آخر لحظة ، فإنها  ستكون ذات طابع بروتوكولي ما لم يجد أوباما ، محاورا مقبولا يطمئن إلى الحديث معه ، فضلا عن كونه  سيغادر البيت الأبيض يوم العشرين من يناير المقبل ، أما راخوي ، فليس أمامه إلا انتظار ما ستجود به  صناديق الاقتراع   بعد عشرين يوما ، حيث سيتقرر مصيره الشخصي والحزب الحاكم باسمه.