دخول اجتماعي ساخن بالجزائر: 9 ولايات تشهد مظاهرات واحتجاجات على خلفية اجتماعية

رصدت صحيفة “النهار الجديد” الجزائرية ما أسمته “دخولا اجتماعيا ساخنا” يسجل على وقع عشرات الاحتجاجات الاجتماعية في أزيد من تسع ولايات على امتداد التراب الجزائري، تم تسجيلها على مدى الأيام الثلاثة الماضية، قام خلالها محتجون غاضبون بالتظاهر وغلق الطرق للفت أنظار المسؤولين إلى المشاكل التي يعانون منها، مما أوقع عددا من الضحايا.

مظاهرات أمام سوناطراك
فقد احتج صبيحة اليوم الأربعاء العشرات من العاطلين عن العمل بولاية ورقلة وأقدموا على غلق الطريق الوطني رقم “03” الرابط بين ورقلة وحاسي مسعود وبالتحديد أمام مقر شركة سوناطراك.و أقدم العاطلون على غلق الطريق الوطني رقم “03” بسبب “التصرفات اللامسؤولة لوكالة التشغيل المحلية التي أغلقت أبوابها منذ مدة طويلة ولم تقم بدراسة ملفات العشرات ممن تقدموا لها بطلبات عمل، إضافة الفوضى التي تعيشها الوكالة منذ مدة طويلة”.

فوضى وتخريب في ولاية بومرداس
أقدم، صباح أمس الثلاثاء، العشرات من سكان قرية شرابة التابعة لبلدية بغلية في بومرداس على تنظيم وقفة احتجاجية بسبب الإنقطاعات المتكررة للمياه الصالحة للشرب، حيث قاموا بغلق مقر البلدية قبل أن تتحول الأمور إلى أعمال شغب من خلال تحطيم الزجاج الخارجي وتخريب الجهة الأمامية لقاعة الحالة المدنية. وقد تدخلت مصالح الأمن للسيطرة على الوضع، حيث تم تسجيل إصابة 5 أشخاص بجروح نقلو على إثرها على جناح السرعة إلى عيادة بغلية.

عاطلون يحتجون عن واقع التشغيل في المسيلة
وفي نفس اليوم، تجمهر العشرات من الشباب بمختلف وضعياتهم أمام مقر دائرة عين الحجل في المسيلة، رافعين العديد من المطالب التي تخص فئتهم، أهمها الإسراع في فتح مقر للوكالة المحلية للتشغيل مع رفع حصص مناصب العمل في مختلف القطاعات العمومية. وحسب المحتجين الذين تحدثوا إلى صحيفة «النهار» الجزائرية، فإن البطالة تفشت بشكل رهيب بدائرة عين الحجل التي تفتقر لمناصب العمل خاصة وسط الشباب خلال السنوات الأخيرة، مما أثر على حياتهم اليومية، إلى جانب محدودية مناصب العمل التي تمنح لوكالة سيدي عيسى المحلية للتشغيل، والتي تسجل الآلاف من طلبات العمل إلى جانب تبعية 5 بلديات لها، وهو ما سجل فارقا واسعا بين طالبي العمل والمناصب الممنوحة، مشيرين إلى إقصاء أبناء البلديات الغربية من ولاية المسيلة.

محتجون يغلقون سد تيشي ببجاية ويحرمون 23 بلدية من الماء الشروب
كما أقدم، أمس الثلاثاء ولليوم الثاني على التوالي، سكان أربعة قرى ببلدية بوحمزة ببجاية على غلق سد تيشي حاف وقطع التموين بالماء الشروب عن سكان 23 بلدية، وأرجع ممثل جمعية هذه القرى سبب الاحتجاج إلى عدم استجابة السلطات لمطالبهم المتمثلة أساسا في تعبيد الطريق الذي يربط القرى المعنية بسد «تيشي حاف»، وهي الوعود التي تأجلت في أكثر من مرة، والذي لم يشهد أي عملية تهيئة منذ سنة 1990، باعتبار أن الأوضاع التي يعيشونها أصبحت تشكل هاجسا للسكان، نتيجة للواقع المعيشي المزري والمر. وقد أكد هؤلاء السكان أن معاناتهم تزداد يوما بعد يوم في ظل المشاكل التي يتخبطون فيها، على غرار حالة الطريق التي تشهد اهتراء كبيرا خاصة عندما تتساقط الأمطار، حيث تتحول إلى برك وحفر يصعب على المارة أو السيارات السير فوقها.

سكان حي العطري في حاسي بحبح ينتفضون أمام مقر الدائرة
أمس أيضا، قام العشرات من سكان حي العطري الشعبي بمدينة حاسي بحبح في ولاية الجلفة، على تنظيم وقفة احتجاجية أمام مقر الدائرة قصد لفت نظر المسؤوليين المحليين إلى جملة من الانشغالات الأساسية والصعوبات الموضوعية التي يتخبطون فيها من جراء غياب الظروف الموضوعية، الرامية إلى تحسين وتطوير إطار معيشة الساكنة، حيث طالبوا في لائحة مطالب تسلمت «النهار» نسخة منها تتمثل في المطالبة بإنجاز قاعة للعلاج وابتدائية وإكمالية والغاز الطبيعي والتهيئة العمرانية بالموازاة مع تعديل الشوارع والممرات وتوسيع شبكات الصرف الصحي والمياه الشروب والإنارة العمومية على غرار باقي الأحياء الأخرى. وفي اتصال هاتفي مع رئيس الدائرة لـ«النهار» أكد بأنه قد استقبل ممثلين عنهم، حيث استمع إلى انشغالاتهم التي وصفها بالموضوعية التي تندرج ضمن المسعى العام لبرامج التنمية المحلية والتحسين الحضري، على أن تأخذ بعين الاعتبار حسب البرامج البلدية والقطاعية التي ستمنح لبلدية حاسي بحبح.

مواطنون يغلقون مقر بلدية افليسن في تيزي وزو
شنّ سكان قرية أكناش، انطلاقا من الساعات الأولى لصبيحة أمس الثلاثاء، حركة احتجاجية عارمة أقدموا من خلالها على غلق مقر بلدية افليسن في ولاية تيزي وزو، وحسب مصادر محلية فإن انتفاضة القرويين أتت لمطالبة السلطات إيجاد حل لهم بسبب مشكل انزلاق التربة الذي تعاني منه القرية والتي سبق وأن اختفت كليا قبل قرون، بسبب هذا الانزلاق قبل أن يقوم أبنائها بإعادة بنائها، لكن في ظل بقاء خطر اختفائها مرة أخرى وحصد الأرواح. هذا وقد أكد المحتجين اللذين يحدق بهم خطر الموت بين الفينة والأخرى، أن قريتهم هي الأكثر تضررا من انزلاق التربة الذي تعاني منه كذلك كلا من قريتي ثڤرسيفث وثلا بذات المنطقة، لكن أقل ضررا من سكان القرية المحتجين، اللذين أكدوا أنه ومنذ سنة 2006، لم يتوقفوا عن مناشدة السلطات المحلية بهذا المشكل القاتل.

أصحاب محلات 5 جويلية في باتنة يحتجون
كما عبّر، نهار أمس، أصحاب محلات بيع الملابس والأحذية المتواجدة في حي 5 جويلية بمحاذاة الوادي وسط مدينة باتنة، عن استيائهم الكبير نتيجة قرار هدم محلاتهم الصادر عن رئيس البلدية والذي جاء بناء على طلب من شركة «كوسيدار»، التي ستباشر خلال الأيام المقبلة، أشغال ردم الوادي وتغطيته، وهو ما اعتبره التجار قرارا مجحفا من شأنه قطع أرزاقهم وأرزاق عائلاتهم، فإغلاق المحلات يعني الإحالة على البطالة للكثير منهم. وقد اجتمع ممثلون عن المحتجين برئيس البلدية وعدد من الأعضاء، للوصول إلى حل يرضي الجميع، حيث وعدهم المير بتسليمهم قرارات الاستفادة من تلك المحلات مع تنفيذ إجراءات الإخلاء إلى حين استكمال الأشغال التي من المنتظر أن تدوم 4 أشهر.

سكان البوني يطالبون بإدراج قائمة المساكن المتبقية في عنابة
شنّ، صباح أمس، سكان حي أول ماي التابع لبلدية البوني في عنابة، حركة احتجاجية واسعة أمام مقر ديوان الترقية والتسيير العقاري في الولاية، حيث تجمعوا أمام المدخل الرئيسي، حاملين شعارات ولافتات تعبر عن مطالبهم وسخطهم من الوعود التي لم تُجسد منذ مدة، وحسبما أوضحه ممثل السكان لـ«النهار»، فإنهم يطالبون بالتسريع في وتيرة عملية انجاز حصة 160 مسكن المخصصة لسكان حي أول ماي في المنطقة المسماة عين جبارة قبل حلول فصل الشتاء، إلى جانب المساهمة في إدراج قائمة 30 مسكنا للمتخلفين بعد إدراج قائمة 124 مسكن خلال الشهر الفارط والحرص على جودة النوعية في عملية الإنجاز، وكذا المساهمة في تسريع كل العمليات الإدارية المتعلقة بذلك.

ارتفاع وتيرة الاحتجاجات في الشلف
كما أقدم أمس الثلاثاء، العشرات من سكان حي سيدي محمد ببلدية أبو الحسن في الشلف على الاحتجاج أمام مبنى مقر البلدية، على النقائص المسجلة بالحي وعلى رأسها تدهور وضعية التهيئة الحضرية وطرقات الحي وتذبذب توزيع المياه الصالحة للشرب وغياب الإنارة العمومية، حيث عبّر هؤلاء السكان عن استيائهم وتذمرهم الشديدين من المشاكل التي هي حقا مشروعا في مقتضيات الحياة، حيث تتحول الطرقات المهترئة في فصل الشتاء إلى برك من الأوحال والطين، وتعيق حركة الراجلين وأصحاب المركبات على حد سواء، كما أنها في موسم الصيف تشكل مصدر إصابة السكان، خاصة أطفالهم بالأمراض منها ضيق التنفس نتيجة تطاير الغبار الذي يؤثر بشكل كبير على صحتهم في ظل شبه غياب للماء الصالح للشرب، حيث أكد السكان أنهم كانوا يتزودون بهذه المادة الحيوية مرتين في الأسبوع قبل أن تتقلص إلى مرة واحدة، ما أدخلهم في رحلة بحث عن مصادر أخرى للماء الشروب.

واحتجاج آخر في البويرة بسبب محتشد
ونهار أمس أيضا، نظم السكان وقفة احتجاجية أمام مقر ولاية البويرة، بسبب محتشد شعبة لاخرة التابع لبلدية جباحية دائرة قادرية، للمطالبة بالاستفادة من المساكن في ظل أزمة السكن التي طالت ومطالب آخرى تندرج في إطار تحسين ظروفهم المعيشية”، حيث تم استقبال وفد من المحتجين من طرف ديوان الوالي واستمع إلى انشغالهم . أما رئيس المجلس الشعبي البلدي فأوضح أن محتشد شعبة لاخرة تم تحويل ملكيته إلى السكان، الذين كانوا يقيمون فيه من قبل لإنجاز مساكن فردية لفائدة هذه العائلات إلا أنها لقيت معارضة من قبل مواطنين سبق وأن صدر ضدهم حكم قضائي عن المحكمة الإدارية في البويرة، بعدم معارضة الأشغال التي تقوم بها البلدية، كما تقرر إيفاد محضر قضائي نهار اليوم الثلاثاء، إلى عين المكان للوقوف على الوضعية وإعداد تقرير.

المقصون من السكن الاجتماعي يعتصمون في بوسعادة
بعد سلسلة الاحتجاجات أمام مقر دائرة بوسعادة، منذ الإثنين الماضي، عقب نشر القائمة المقترحة للسكن الاجتماعي من حصة 703 وحدة سكنية، نقل المحتجون احتجاجهم، أول أمس الاثنين، لمقر البلدية وذلك بتجمعهم ودخولهم في اعتصام مفتوح بساحة مقر البلدية، رافعين لافتات أمام مدخل البلدية تحمل شعارات منها «ياسلال احنا أولاد الاستقلال لا سكنة ولا آمال» و«لا للحكرة والتهميش»، «لا للوعود الكاذبة» وعبّروا عن تذمرهم من المسؤولين المحليين الذين -حسبهم- خالفوا الوعود التي وعدوهم بها قبل توزيع المساكن، حيث أكد بعض المحتجين بأن رئيس البلدية حاول التنصل من المسؤولية، بقوله «أنا واحد من السبعة»، أي أحد أعضاء لجنة دراسة وتوزيع السكن كما طلب منهم عدم الاتصال به مرة أخرى ورفض استلام نسخ من وصول إيداع ملفات طلب السكن، كما رفض رئيس الدائرة استقبالهم لطرح انشغالاتهم المتعلقة بالسكن والاستفسار عن أسباب إقصائهم من الاستفادة من السكن، كونهم أحق ممن حصلوا على مساكن.

اقرأ أيضا

الحرب على ليبيا في 2011

نواب بريطانيون ينتقدون دور بلادهم في الحرب على ليبيا في 2011

اعتبر نواب بريطانيون بلجنة الشؤون الخارجية بالبرلمان أن الحرب على ليبيا في 2011 استندت إلى معلومات مخابراتية خاطئة ما عجل بانهيار ليبيا سياسيا واقتصاديا.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *