حملت الجولة الثانية من الانتخابات التشريعية الفرنسية مفاجآت عديدة منها خسارة تحالف الرئيس إيمانويل ماكرون، لكن راشيل كيكي كانت الأبرز.
راشيل كيكي عاملة نظافة، فازت بعضوية البرلمان، في مفاجأة مدوية قادها اليسار الفرنسي، لتكون العاملة البسيطة من بين نوابه الجدد الـ138 الذين ضمنوا مقاعد في الجمعية الوطنية لعام 2022.
وأضحت كيكي المهاجرة الأفريقية الطموحة أول عاملة نظافة تصل البرلمان في تاريخ فرنسا، إذ تحولت خادمة الغرف في فندق إيبيس باتينيولس الواقع بباريس، إلى نائب في الجمعية الوطنية، له وزنه في المعادلة السياسية.
بل من المفاجئ أيضا أن عاملة النظافة هزمت وزيرة سابقة في الحكومة الفرنسية، بعد منازلتها في دائرة انتخابية بفال دي مارن، إذ فازت بـ50.30% من أصوات الناخبين في هذه الدائرة.
وسيكون يوم الأربعاء القادم يوما غير عادي بالنسبة لراشيل كيكي، إذ ستكون بين 577 نائبا في الجمعية الوطنية سيتشحون بالألوان الثلاثة للعلم الفرنسي، في لحظة تاريخية بالنسبة للمهاجرة الأفريقية.
ولم يدر في خلد المهاجرة الأفريقية من أصل إيفواري (دولة ساحل العاج)، ولا في أجندتها يوم وصولها إلى فرنسا وهي في سن الـ26 عاما، أن إضرابها في يوليوز 2019 مع عاملات نظافة أخريات سيفتح لها باب السياسة على مصراعيه.
فقد لفتت راشيل كيكي إليها الانتباه عندما أضربت جنبًا إلى جنب مع خادمات الغرف الأخريات في فندق إيبيس في باتينيو بالعاصمة الفرنسية، بعد صبر طويل في تلك الوظيفة بدأ عند استلامها خدمة الغرف عام 2003.
وحينها رفعت كيكي وزميلاتها مطالب نقابية بسيطة منها زيادة الأجور وتحسين ظروف العمل، وهي المعركة التي انتصرت فيها “المناضلة”، بعد عامين تقريبًا، إذ توصلت في ما عام 2021 إلى اتفاق لزيادة المؤهلات والأجور، والنظر في تعويض الساعات الإضافية.