صورة جديدة تثير الرعب في النفوس التقطتها مركبة فضائية تدور حول المريخ، ترصد وجود فوهة بركان غامضة ومرعبة وكبيرة بحجم مدينة على سطح الكوكب الأحمر، ومسحات من مادة داكنة تجعلها تبدو وكأنها عين ضخمة تحدق إلى النجوم.
وعلى الرغم من أن الغرض من الصورة ليس العرض الترفيهي، بل الأمل في الحصول على مساعدة من صور الأقمار الصناعية في فهم جيولوجيا وتاريخ المريخ بشكل أفضل، ولكن الصورة مخيفة جدا كما يصفها العلماء، بحسب موقع «سانس ألرت» المختص في أخبار العلوم.
تقع الحفرة التي يبلغ قطرها 30 كيلومترًا في منطقة في نصف الكرة الجنوبي من كوكب المريخ تُعرف باسم أونيا تيرا، وهي منطقة مليئة بالفوهات التي يمكن أن يبلغ قطرها 200 كيلومتر، يُعتقد أنها تعرضت لتأثيرات هائلة منذ حوالي 4 مليارات سنة خلال فترة عنيفة من النظام الشمسي المبكر المعروف باسم القصف الثقيل المتأخر.
يمكن لمناطق مثل أونيا تيرا أيضًا أن تكشف عن تلميحات حول تكوين المريخ، إذ يؤدي التأثير العنيف إلى حفر المواد التي قد تكون مخبأة تحت السطح، مما يؤدي إلى تكوين جيولوجيا وتراكيب سطحية جديدة، وتشير المنطقة الموضحة في الصورة الجديدة إلى أن تكوين السطح معقد ومتنوع.
تقع فوهة العين المجهولة في التضاريس التي نحتتها القنوات التي ربما تكونت بسبب أنهار من المياه السائلة التي تمر عبر السطح منذ مليارات السنين، وفي هذه القنوات يمكن رؤية آثار مادة أغمق ويبدو أن بعضها مرتفع ربما نتيجة لاستقرار مادة مقاومة للتآكل في مجاري الأنهار الجافة، وتظهر حفر صغيرة وتلال مسطحة في المنطقة الواقعة جنوب الحفرة، بينما المنطقة في الشمال أكثر نعومة وأكثر شحوبًا في اللون.
في وسط الفوهة يمكن أيضًا رؤية مادة أغمق، على شكل كثيب كثيف متموج، ويمكن أيضًا رؤية تلال مخروطية في الحفرة، مما يشير إلى أنها تبدو كنوع من مستجمع المواد لتتراكم.
يمكن الكشف عن مزيد من المعلومات التفصيلية حول فوهة البركان والمناطق المحيطة بها من خلال الملاحظات الدقيقة ومجموعة أوسع من الأدوات، لكن ما يمكننا تعلمه حتى من الصور التي تم الحصول عليها من هذه المسافة مثير للإعجاب بشكل كبير ويوفر مجموعة بيانات شاملة حول سطح المريخ.