فيروس كورونا واحد من الأمراض الفيروسية التي فتكت بسكان كوكب الأرض في نهاية عام 2019 وظل أثرها باقيا حتى الآن، وعكف الباحثون والخبراء على إيجاد الحلول الفورية، ولكن الأمر تطلب وقتا، وبدأ الأمر بعزل المدن والقرى ثم سرعان ما تطور لعزل البلاد بأكملها بعد تفشي الفيروس التاجي، وتعطلت سلاسل الإمداد والغذاء وحركات التجارة العالمية والمحلية، وانتشرت القوات العسكرية في شوارع مختلف البلاد والمدن لإحكام السيطرة وتوزيع المعونات الغذائية، وتنسيق العمل في المستشفيات الميدانية.
وكانت بريطانيا من أكثر الدول تأثرا بفيروس كورونا، إذ شهدت طفرة في أعداد الإصابات والوفيات، ودعا أطباؤها إلى العمل على إيجاد أدوية جديدة وطرق علاج فورية؛ لمواجهة الإصابات وخاصة طويلة الأمد، وذلك بعد العثور على أول شخص في العالم بقى الفيروس إيجابيا في جسده لأكثر من عام.
وأوضحت شبكة «سكاي نيوز» في تقرير لها، أن رجلا بريطانيا أصيب بفيروس كورونا، وكان يعاني من ضعف في جهاز المناعة عام 2020، وظلت نتائج فحوصاته الطبية التي يجريها إيجابية بكورونا لمدة 505 يوم.
وقبل اكتشاف هذا المريض، عثر على سيدة أمريكية من الناجيات من الأورام السرطانية واعتبرت أطول إصابة بفيروس كورونا وقتها، حيث بقيت نتيجة فحوصاتها الطبية إيجابية لمدة 335 يوم.
وتابع الباحثون في كلية «كينغز» بلندن، وفي هيئة الخدمات الصحية الوطنية البريطانية، ومؤسسة «غايز»، 9 حالات لمرضى مصابين بـكورونا طويل الأمد، لمعرفة كيفية تطور الفيروس خلال مسار العدوى إلى أن أصبح بتلك الشراسة.
وكان المرضى محل الدراسة يعانون من ضعف عام في المناعة، بسبب زراعة الأعضاء أو إصابتهم بالإيدز أو السرطان، أو بسبب تلقيهم لأدوية أخرى.
وأوضحت الدراسة أن العدوى استمرت لمدة 10 أسابيع، ولكن من بين المرضى أصيب اثنين بفيروس كورونا لمدة لأكثر من عام، بالإضافة إلى المريض الذي أصيب لمدة 505 يوم.
وهما مريض أخر ثبت إيجابية حالته منذ 412 يوما، وربما تتجاوز الرقم القياسي البالغ 505 يوما في موعد المتابعة التالي الخاص به، وفق ما ذكرت صحيفة «جارديان» البريطانية.
وقالت الدكتورة جايا نيبيا، وهي مؤلفة مشاركة في الدراسة العلمية وفقا لسكاي نيوز: «هناك حاجة ماسة لاستراتيجيات علاج جديدة من أجل مساعدة المرضى على الشفاء من عدوى كوفيد طويلة الأمد»، مشيرة إلى أن ذلك قد يمنع ظهور المتحورات.
وتعرض نتائج الدراسة العمل في المؤتمر الأوروبي لعلم الأحياء الدقيقة السريرية والأمراض المعدية، في لشبونة.