يتجول في الشوارع بحثا عن مبنى محدد له قدسية واسعة في قلوب الملايين بجميع دول العالم، ما أن تقع عيناه عليه حتى يبدأ في رسم الحيرة والارتباك على وجهه ويخبر من يلتقيهم بقصة زائفة ليكسب تعاطفهم بسهولة وعند حصوله على غرضه بتلقي الأموال والمساعدات ينتقل إلى مكان آخر ليروي نفس القصة تحت شعار رغبته في اعتناق الإسلام، للإيقاع بضحايا آخرين.
«بيلو» شاب من الكاميرون، اعتاد التجول في شوارع وضواحي العاصمة اللبنانية بيروت بحثا عن المساجد من أجل النصب، فيذهب إلى المسجد مدعيا أنه مسيحي ويرغب في اعتناق الديانة الإسلامية وهو الأمر الذي يلاقى بترحاب وحفاوة بالغة من قبل القائمين على المسجد ويقيمون له احتفالا كبيرا ثم تلقينه الشهادة الإسلامية، وبعد ذلك يمنحونه نقودا كثيرة ومساعدات من أجل إعانته على الحياة، وما أن تتم خطة الشاب ببراعة حتى ينتقل إلى مسجد آخر ويحتال على ضحايا آخرين.
ورغم اعتقاده أن جريمته لن تكتشف، إلا أن حقيقته ظهرت عندما نشر مسجد عبدالله بن عمر، صورتين للشاب وهو مبتسم ويتلقى التهنئة بدخوله في الإسلام، ليحذروا الجميع من التعامل معه، «رجل كاميروني أعلن إسلامه أمام خطيب المسجد، ليتبين أنه سبق أن أشهر إسلامه في مسجد آخر في المدينة، وحصل من الناس هناك على مساعدات مالية، فضلا عن بعض الثياب، وصلى معهم يومين أو ثلاثة من رمضان، ثم اختفى ليظهر في مسجدنا»، بحسب صحيفة النهار اللبنانية.
وسريعا ما وقع النصاب المحترف في الفخ بعد التحذير السابق من المسجد، إذ واجهه إمام مسجد آخر بما فعله لينكر في البداية ويختلق أكاذيب يبرئ بها نفسه قبل أن يعترف، ليتم اعتقاله وتسليمه إلى مديرية أمن طرابلس لاتخاذ الإجراءات القانونية حياله، «بيلو، اعتنق الإسلام وشهد بالشهادتين اليوم، في مسجدنا قبيل صلاة الجمعة، وحضر معنا أول جمعة له وقد تسمى باسم يوسف، ليتبين أنه كاذب ولا عذر له»، بحسب حديث إمام مسجد عبدالله بن عمر.
الواقعة السابقة تداولها رواد مواقع التواصل مؤخرا وبكثرة وهناك بعض المنشورات التي زعمت أنه فعل الشيء نفسه في الكنائس إلا أنه لا حقيقة لذلك، إذ جرى القبض عليه فقط في 7 يونيو عام 2019، بسبب تهمة الاحتيال واعتناق الإسلام عدة مرات.