هجوم كبير شنته قوات الاحتلال الإسرائيلي ضد سكان حي الشيخ جراح بفلسطين، ما أثار غضب شعوب العالم العربي، وانتشر ما يحدث في الحي من انتهاكات لقوات الاحتلال بشكل واسع وكبير، وأصبح أبرز ما يتداول خلال الأيام القليلة الماضية.
حي الشيخ جراح يقع في الجانب الشرقي من مدينة القدس الذي وقع تحت الاحتلال الإسرائيلي في حرب عام 1967، ويبلغ عدد سكانه 2800 نسمة، وينقسم الحي إلى جزأين، أحدهما يضم المطاعم والقنصليات والفنادق، وآخر يعاني من نقص في البنية التحتية ويعاني فيه الفلسطينيون من تدني مستوى المعيشة.
سبب تسمية الحي بـ«الشيخ جراح»
سمي حي الشيخ جراح بهذا الاسم نسبة إلى الأمير حسام الدين بن شرف الدين عيسى الجراحي، وهو أحد أمراء وطبيب الملك صلاح الدين الأيوبي، وكان معروفًا في ذلك الوقت بـ«الجراح»، وسمي الحي على اسمه قبل 800 عام من الآن.
وحي الشيخ جراح ضمن الأحياء التي نشأت خارج أسوار البلدة القديمة في القدس، وعاش ودفن فيه الشيخ حسام الدين الجراحي، سكنت الحي عائلات فلسطينيّة معروفة مثل عائلة النشاشيبي، والتي ينحدر منها إسعاف النشاشيبي الأديب الفلسطيني الذي ما زال قصره ماثلًا هناك.
حكايات عديدة احتضنها حي الشيخ جراح، فهو الذي احتضن مئات الأسر الفلسطينية، بعد نكبة عام 1948 وفقدان العائلات لمنازلها، حيث وجدوا في هذا الحي ملجأ لهم، فاستقروا فيه وبدأوا حياة جديدة، ولكن سلطات الاحتلال لم تتركهم، وذلك في عام 1956، وبعد عشرات السنين، حيث انتقلت النكبة إلى حي الشيخ جراح ومورست الانتهاكات ضد سكانه.
بعد حرب 1967، سيطرت إسرائيل على الضفة الغربية، وبقيت العائلات دون سند ملكية للأرض، ما عرضهم للتهجير في أي وقت، وحاول الفلسطينيون كثيرًا إثبات ملكية أرضهم وبيوتهم، في وقت زعم فيه المستوطنون اليهود أن الفلسطينين يقطنون فيها بدعوى وضع اليد، ولا يملكون أوراقًا رسمية، وفقًا لـ«سكاي نيوز عربية».
محاولات إثبات الملكية.. وسجال مستمر
استمر هذا السجال القانوني طويلًا وعلى مدار عقود، وفي عام 2008 أصدرت المحكمة الإسرائيلية قرارًا بتمكين إحدى العائلات الإسرائيلية لأحد المنازل التابعة لعائلة الشيخ «كرد».
وبعد ذلك، صدر قرار آخر عام 2009، وتم إخلاء منازل عائلتي «حنون والغاوي»، وفي تلك الأيام عانت نحو 12 عائلة أخرى من خطر التهجير لوجود قضايا قانونية يتم النظر فيها داخل المحاكم الإسرائيلية.
ومن هنا، استمر السجال بين الفلسطينيين والمستوطنين اليهود، آخرها ما حدث منذ أيام قليلة، والتي وصلت إلى حد سقوط العديد من المصابين، وهو الأمر الذى أدانته المنظمات والأطراف الدولية مثل الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية، حيث دعوا الجميع إلى وضع حد للتصعيد الإسرائيلي بحق المواطنين الفلسطينيين.