في واقعة هي الأولى من نوعها، أجرى جراحون عمليات زرع رئة لمريض مصاب بفيروس كورونا المستجد والمتبرع متعافٍ أيضا من الفيروس التاجي، لكنه توفي بعد ذلك لسبب غير معروف، وتم نقل رئتيه السليمتين للمريض.
قال الدكتور أنكيت بهارات، أستاذ الجراحة المساعد في جامعة نورث وسترن الأمريكية، إن المريض تم تشخصيه بفيروس كورونا في العام الماضي وفي النهاية أصبح مريضا للغاية إلى حد أنه كان يعتمد على أجهزة دعم الحياة والتنفس الصناعي وفي حاجة ماسة إلى عملية زرع رئة.
وكان المريض في مستشفى «شيكاغو» في العناية المركزة، وتم العثور على الرئتين المناسبتين، حيث كانتا تنتميان إلى متبرع سبق وأصيب بفيروس كورونا وتعافى منه إذ عانى فقط من أعراض خفيفة، وفقا لصحيفة «ديلي ميل» البريطانية.
وأكد «أنكيت» أن العمليات الجراحية من ذلك النوع محفوفة بالمخاطر، وربما تصبح إجراء اعتياديا لمرضى «كوفيد 19» الذين هم على وشك الموت، وحتى الآن أصيب 30 مليون أمريكي بـ COVID-19 والعديد منهم مسجلون كمتبرعين بالأعضاء.
والمريض رجل من ألينوي في الستينيات من عمره ويعمل في مجال الرعاية الصحية، أصيب بفيروس كورونا لأول مرة في مايو 2020، ثم تدهورت حالته سريعا لدرجة أنه وُضع على آلة أكسجة الغشاء خارج الجسم (ECMO)، ووظيفته ضخ الدم وتغذيته بالأكسجين ولكن خارج الجسم ما يسمح للقلب والرئتين بالراحة.
وفي فبراير الماضي تم نقل المريض إلى مستشفى آخر حيث تم وضعه على قائمة الزرع، وفي نظام التصنيف الوطني الذي يتتبع مدى مرض مرضى الزرع، يقع مرضى COVID-19 عادة بين 80 و90.
ولحسن الحظ خلال أسبوع تطابق المريض مع متبرع، ثبتت إصابته بـ COVID-19 في الماضي، لكنه عانى من أعراض خفيفة، ثم تعافى من المرض قبل وفاته لسبب غير معروف، ونظرا لأن رئتيه لم تتضرر من الفيروس، فقد جعل الأعضاء قابلة للاستخدام للزرع.
وقام الأطباء بفحص سائل الرئة الخاص بالمتبرع للتأكد من أنه قد تخلص من الفيروس وأجرى خزعة من الرئة «إذا عادت المسحة وسوائل الرئة من الفيروس وأثبتت خزعة الرئة أنه لا يوجد ضرر دائم للرئتين، يمكننا أن نشعر بالثقة في جودة رئتي المتبرع» وفقا لـ«أنكيت».
وتم زرع الرئتين بنجاح ويستمر المريض حاليا في التعافي بشكل منتظم.