حذّرت سوبابورن واشارابلوسادي، مديرة مركز العلوم الصحية للأمراض المعدية الناشئة التابع لجمعية الصليب الأحمر التايلاندي، من إمكانية تفشي فيروس ”نيباه” القاتل.
وشاركت ”واشارابلوسادي” على مدى السنوات العشر الماضية، في مشروع “بريديكت”، وهو مبادرة عالمية للكشف عن الأمراض التي قد تنتقل من الحيوانات إلى البشر. وركز فريق واشارابلوسادي على الخفافيش، التي عرفت بأنها تؤوي الكثير من الفيروسات التاجية (كورونا).
وحسب شبكة ”بي بي ”، فقد اكتشفت واشارابلوسادي وزملاؤها الكثير من الفيروسات الجديدة في العينات التي جمعوها من آلاف الخفافيش، وكان معظمها فيروسات كورونا، لكنهم اكتشفوا أيضا فيروسات فتاكة قادرة على اجتياز الحاجز بين الفصائل والانتقال إلى البشر، منها فيروس “نيباه”، الذي تعد خفافيش الثمار العائل الطبيعي له.
ونقلت ”بي بي سي” عن واشارابلوسادي قولها: “هذا الفيروس مصدر قلق كبير لأنه ليس له علاج، ومعدل الوفيات الناجم عن الإصابة به مرتفع”. إذ يترواح معدل وفيات فيروس نيباه بين 40 في المئة و75 في المئة، بحسب المكان الذي يتفشى فيه.
وتعود خطورة فيروس ”نيباه” لأسباب عديدة، منها أن فترة حضانة هذا الفيروس التي يقال أنها قد تصل إلى 45 يوما، تتيح له الفرصة للانتشار، لأن المصاب لن تظهر عليه أية أعراض. وقد يصيب عددا كبيرا من الحيوانات، وهذا يزيد احتمالات انتشاره. وقد تنتقل العدوى إما عبر الملامسة المباشرة أو عبر تناول أطعمة ملوثة بالفيروس.
وتتراوح أعراض المرض من متلازمة تنفسية والتهاب الحلق وآلام في الجسم وتعب عام والتهاب الدماغ، الذي يسبب نوبات التشنج ويفضي إلى الموت.
وقد تفشى فيروس نيباه في الماضي في بنغلاديش والهند، ويرجح العلماء أن السبب كان استهلاك عصير النخل الملوث بالفيروس، حيث تحلق الخفافيش المصابة ليلا في مزارع النخيل وتلعق العصارة أثناء نزولها من النخل إلى الوعاء المعلق لجمع العصارة، وأثناء ذلك، قد تتبول أيضا في الوعاء. ثم يشتري الناس في النهار من الباعة في الشوارع العصير الملوث ببول الخفافيش المصابة دون أن يدروا، ثم يصابون بالمرض.
وسجلت 11 حالة تفشي لفيروس نيباه في بنغلاديش من عام 2001 إلى 2011، أسفرت عن إصابة 196 شخصا، مات منهم 150 مصابا.