يبدو أن الإساءة الجسدية للحيوانات لم تعد هي الجريمة الوحيدة التي يعاقب عليها القانون في بريطانيا، بل حتى الإساءات اللفظية، بعد أن مُنع رجل في لندن، من امتلاك أو شراء أي حيوانات أليفة، والسبب هو الإساءات اللفظية التي كان يطلقها تجاه الكلب الذي كان يملكه.
وقالت صحيفة “ديلي ميل” البريطانية، إن جوشوا بونسفورد، 23 عامًا، أقر بأنه مذنب في إحدى جرائم رعاية الحيوانات، بعد سماع تسجيل صوتي له وهو يوبخ كلبه من فصيلة “روتويللر” يدعى لولو، أمام “RSPC” أي الجمعية الملكية لمنع القسوة تجاه الحيوانات، وهي أكبر جمعية خيرية لرعاية وتعزيز الرفق بالحيوانات في المملكة المتحدة.
وجرى منع “بونسفورد” من الاحتفاظ أو شراء الحيوانات لمدة 5 سنوات، من خلال حكم أصدرته محكمة بريستول الابتدائية، في بداية نوفمبر الحالي، بعد أن ظهر في تسجيل صوتي لمدة 59 ثانية، وهو يقول لكلبه: “اذهب إلى سريرك الآن، اذهب إلى سريرك الآن، عليك اللعنة، اذهب هناك ولا تعد أيها المغفل القذر الصغير”. وتضمن التسجيل صراخا من قبل “بونسفورد” على كلبه ثم قال: “لقد سئمت من كل ألعاب الاختباء الخاصة بك، أغلقها عليك اللعنة”.
وأشارت الصحيفة إلى إن هناك تسجيل صوتي آخر لا يتجاوز الـ57 ثانية، يشير إلى معاناة الكلب بسبب سوء معاملة “بونسفورد” له، يبدو فيه صوت الكلب وهو ينبح كأنه يصرخ ويشكو من كلمات صاحبه المسيئة له، وهو يقول: “اذهب إلى المتجر واحضر لي بعض الحلوى، ولا تفكر في السرقة، أو أن تأكلها”.
أما التسجيل الثالث، فكان 17 ثانية، ويظهر فيه صوت الكلب “لولو” وهو يصرخ، بينما مالكه “بونسفورد” يقول له: “اذهب إلى غرفة الكلاب، هيا”.
وعلى الرغم من نفي بونسفورد، أنه قد أساء إلى كلبه جسديًا، لكنه اعترف بأن سلوكه كان غير لائق، وأنه تسبب في ضيق الكلب لولو، على مدار فترة من الزمن، لذا بحسب الصحيفة، فإن حكم المحكمة لم يقتصر على منع “بونسفورد” من امتلاك الحيوانات وخصوصا الكلاب لمدة 5 سنوات، بل جرى فرض حظر تجوال عليه لمدة 6 أسابيع، وقرار المحكمة لا يمكن استئنافه لمدة 3 سنوات، ويجب عليه دفع 290 جنيها إسترليني للضحية وهو الكلب، وقضاء 20 يوما في نشاطات إعادة التأهيل. أما “لولو” الكلب فقد جرى تسجيله في رعاية “RSPCA” ولكنها ذهبت في البداية إلى مركز إنقاذ الحيوانات في بريستول، حيث لا تزال تخضع لإعادة التأهيل.
وحول معاناة الكلب “لولو”، قال الجراح البيطري ديفيد مارتن: “رأي الخبير هو أن لولو، بلا شك عانى نتيجة الخوف الذهني والإرهاب نتيجة الإساءة اللفظية من بونسفورد، كما هو موضح في التسجيلات الصوتية، ومن المعروف والمفهوم جيدًا لدى من يقتني الكلاب، أنها تتأثر بنبرة الصوت وحجمه، وأن الكلاب معرضة للإصابة وستعاني من الخوف والضيق في حالة الإساءة اللفظية خاصة، إذا كان هذا متكررًا أو طويل الأمد، والإساءة الجسدية واللفظية لم تعد مقبولة كجزء من تدريب الكلاب حيث ثبت أنها غير فعالة وتسبب ضيقا للكلب على المدى الطويل”.