منذ لحظة نشرها في القرن الثامن عشر الميلادي وبالتحديد في عام 1774، ذاع صيت الرواية الألمانية التي حملت اسم “آلام ورثر” بصورة كبيرة، وذلك ليس لاختلاف أحداثها أو غرابتها، بل لما خلفته من آثار مفجعة في حياة كل من قرأها.
ألف هذه الرواية الكاتب الألماني الشهير يوهان فولجانج فون جوته وهو في عامه الخامس والعشرين، إذ كانت أحداث القصة حقيقية، حيث جسد “جوته” خلالها معاناته عندما وقع في غرام فتاة كانت تدعى “شارلوت بوف” كانت خطيبة حد أصدقائه المقربين، وهو ما منعه من التقرب إليها والعيش في معاناة على مدار سنوات طويلة، فكر خلالها في الانتحار لكنه تراجع عن ذلك.
وتدور أحداث الرواية حول شاب فنان من الطبقة الوسطى، يقع في غرام خطيبة أحد أصدقائه تدعى “لوت”، ولا يتمكن من إخفاء مشاعره نحوها، إذ تقع الفتاة في غرامه أيضًا، لكنها تقرر الوفاء لخطيبها، حسب الموسوعة البريطانية للعلوم والمعرفة britannica.
وهنا يشعر الشاب بالإحباط الشديد ولا يستطيع السيطرة على انفعالاته، ويقرر الانتحار بإطلاق النار على رأسه في ليلة عيد الميلاد، أمام الحاضرين الذين كان من بينهم حبيبته.
عقب نشر الرواية المأساوية التي ازادات شعبيتها بقوة، شهدت عدد من دول القارة الأوروبية وقوع العشرات من حوادث الانتحار بين فئة كبيرة من الشباب، عن طريق إطلاق المنتحرين النار على أنفسهم، دون وجود سبب واضح لذلك، ليظهر عامل مشترك بين الضحايا وهو ارتدائهم لزي موحد عند لحظة الانتحار، ومن ثم اتضح الأمر والسبب الحقيقي، وهو تأثرهم الشديد بالرواية الأدبية “آلام ورثر”، التي عُرفت فيما بعد باسم “الرواية القاتلة” نظرا لما خلفته وراءها من وقائع مأساوية، وفق الموسوعة البريطانية.
كان موضوع الحب المحبط قويًا للغاية ضمن أحداث الرواية، لدرجة جعلت الكثير من الشباب يتأثرون بتفاصيلها إلى حد كبير، حتى وصل بهم الجنون إلى ارتداء الزي الخاص لبطل القصة وفقا لما سردته أحداثها، عند لحظة انتحارهم، والزي عبارة عن “معطف أزرق وسروال أصفر”.