قرر رجل فرنسي نشر وفاته في بث مباشر عبر “فيس بوك”، اليوم، بعدما رفض الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون السماح له بالموت عن طريق القتل الرحيم.
ويعاني آلان كوك، البالغ من العمر 57 عامًا، من أحد أنواع مرض التصلب المتعدد منذ نحو 27 عامًا، والذي يتسبب في التصاق جدران شرايينه ببعضها وتدهور وظائفها الرئيسية، وهي حالة طبية نادرة غير قابلة للشفاء.
وقال “آلان” إنه أوقف جميع الأدوية، وامتنع عن تناول الطعام والشراب، وطلب من الرئيس ماكرون السماح له بالموت من خلال المساعدة الطبية النشطة أو “الموت الرحيم”، إلا أن الرئيس رفض ذلك، ما أدى لنشره فيديو “لايف” عبر “فيس بوك” يخبر فيه بانتظاره الموت، لكن الموقع حجب البث وأوقفه على الفور.
وكتب “كوك” ، الذي كان مقيدًا على كرسي متحرك وأسس منظمة لتحسين حياة المعاقين، رسالة إلى “ماكرون” بتاريخ 20 يوليو الماضي، يطلب فيها من الرئيس السماح له بالموت بكرامة، واصفًا معاناته الشديدة مع المرض، “أود أن أوضح لكم أنني في هذا اليوم أجد نفسي في موقف لا أحسد عليه، محاصرًا في جسد مختل وظيفي، ومصاب بالشلل بسبب المعاناة”.
وتابع: “هل ستقاوم، سيدي الرئيس، إفراغ أمعائك في كيس وإفراغ مثانتك في كيس، وإطعامك من كيس، وأن طرفًا ثالثًا يجب أن يستحم لك، وأنت مصاب بألم لا يطاق؟”، ولم يستجب الرئيس الفرنسي لطلبه، وفقًا لـ”بي بي سي” و”سي إن إن”.
وعن قراره بالبث المباشر، قال “كوك”، “أعلم أنني على وشك أن أتحمل ألمًا لم أحتمله من قبل، لمدة خمسة إلى سبعة أيام، أنا لا أفعل هذا من أجل التلصص، أريد أن أبلغ الناس بشيء نعرفه جميعًا ولكننا نرفض الحديث عنه “الألم”.
وأضاف:”اخترت إظهار هذا الألم للجميع، وأساس الديمقراطية هو أن للمواطنين حرية الاختيار، ولذلك يجب أن يكون الموت ديمقراطيا، وكمسيحي، لا يعتقد أن ما يفعله هو مناهض للدين، الله محبة والله لن يترك شعبه يتألم دون داع”.
رد ماكرون
وكتب الرئيس ماكرون ردًا على الرسالة، قائلًا إنه تأثر برسالة “كوك” وأبدى إعجابه بقوة الإرادة الرائعة التي أظهرها في خوض معارك متواصلة مع المرض، ومع ذلك، قال إنه لا يستطيع الامتثال للطلب لأنه ليس فوق القانون، ولا يمكنه أن يطلب من أحد تجاوز الإطار القانوني الحالي.
القتل الرحيم غير قانوني في فرنسا
يفرض القانون الفرنسي أن التخدير العميق والمستمر، الذي يمكن أن يعجل بموت الشخص ويجعله فاقدًا للوعي حتى وفاته، ليس قانونيًا إلا في ظل ظروف محددة ينص عليها قانون “Claeys-Leonetti” لعام 2016، والذي يتطلب أيضًا أن يكون موت الشخص وشيكًا، لكن يحق للمواطنين الفرنسيين إيقاف الرعاية الطبية، وبموجب القانون الفرنسي لا توجد محاكمة على الانتحار.
وحث كوك، “ماكرون” على مراجعة القوانين الفرنسية التي تمنع العاملين في مجال الرعاية الصحية من التعجيل بوفاة مرضاهم المحتضرين بالأدوية، “أطلب ببساطة المغادرة بكرامة، بمساعدة طبية فعالة، لأن جسدي المختل يمنعني من القيام بذلك محاطًا بأسرتي وأصدقائي”.