لم يكن يدري ملك إسبانيا السابق أن “فيل” سيتسبب في تنازله عن العرش وتخليه عنه نهائيا بعد موجة انتقادات واسعة من الشعب الإسباني.
في 9 غشت الماضي، أفادت تقارير بأن ملك إسبانيا السابق خوان كارلوس سافر إلى الإمارات العربية المتحدة بعد مغادرته بلاده بينما يستمر التحقيق في قضايا فساد ضده.
انتقادات واتهامات كثيرة تعرض لها الملك السابق، ومن بينها تحقيق في قضايا فساد ضلع فيها زوج ابنته ولكن السبب الحقيقي وراء تخليه عن العرش في عام 2014 هو رحلة سفاري في أفريقيا قتل فيها فيل، بينما يعاني شعبه من أزمة اقتصادية.
بدأت القصة في عام 2012، حيث كان الإسبان في ذلك الوقت يعانون من التقشف القاسي والركود والبطالة المرتفعة، بينما كانت العائلة المالكة في البلاد تتمتع برحلات صيد باهظة الثمن، سافر “خوان كارلوس” برفقة عشيقته السابقة كورينا زو ساين فيتجنشتاين في رحلة سفاري إلى بوتسوانا، وكانت تلك الرحلة هدية من “كارلوس” لابن عشيقته البالغ من العمر 10 سنوات، وفقا لـ”بي بي سي” و صحيفة “الجارديان” البريطانية.
ولم يكن الشعب الإسباني يعلم شيئا عن تلك العلاقة السرية التي كانت بين عامي 2004 و 2009، إذ أن “كارلوس” كان متزوجا من الملكة صوفيا منذ عام 1962.
وقام “كارلوس” البالغ من 74 عاما، بقتل فيل والتصوير بجانبه بكل فخر، وتكلفت عملية التصوير ما يزيد عن 8700 دولار كما بلغت تكلفة قتل الفيل نفسه 15 ألف دولار أخرى، بالإضافة إلى 2000 دولار أخرى تكلفة خروج الملك مع الصياد المحترف جيف ران.
وأصيب “كارلوس” ذلك اليوم في فخذه بعدما سقط على قدمه داخل خيمته الفاخرة المخصصة لرحلات السفاري، وتم نقله إلى المستشفى في مدريد للخضوع لعملية جراحية، وهو الأمر الذي كان الشرارة لعاصفة من الانتقادات والاتهامات بترك الشعب في الأزمة الاقتصادية الطاحنة التي يعاني منها والتنزة واصطياد فيل بتكلفة تجاوزت 25 ألف دولار، بالإضافة إلى انتقادات من محبي الحيوانات.
وانتشرت في ذلك الوقت صورة الملك مع الفيل على مواقع محبي الحيوان في بتسوانا، وصورته أيضا وهو يطلق النار على الفيل، ويمكن قتل الأفيال عموما بتراخيص يتم شراؤها في مزاد من حكومة بوتسوانا – في دلتا أوكافانغو.
اعتذر الملك خوان كارلوس للشعب الإسباني عن قيامه برحلة صيد في أفريقيا بينما كانت بلاده في خضم أزمة اقتصادية، وقال أثناء مغادرته مستشفى سان خوسيه في مدريد “أنا آسف للغاية ، لقد ارتكبت خطأ. لن يحدث مرة أخرى”، وبالرغم من ذلك لم يغفر له الشعب.
وقالت عشيقة الملك في ذلك الوقت، زو ساين فيتجنشتاين: “لم أكن حريصة على الذهاب في هذه الرحلة، ولكن شعرت أن الملك خوان كارلوس كان يحاول إقناعي بالعودة إليه، ولم أرغب في إعطاء انطباع خاطئ، وكان لدي هاجس إزاء تلك الرحلة”.
وسرعان ما أثارت قصة رحلة السفاري ضجة إعلامية، وتعتقد زو ساين فيتجنشتاين أن كل ذلك كان مخططا له مسبقا.
وتقول: “أعتقد أن هذه الرحلة كانت ستسرب بغض النظر عن الحادث فقد بدأت الفضائح التي تورط فيها صهر الملك وابنته تبزغ في نهاية عام 2011، وأعتقد أن ذلك أدى إلى تحريك فصائل مختلفة داخل المؤسسة والعائلة المالكة”.