عادت الصين مرة أخرى لدائرة الأضواء، بعدما تصدرت عناوين الأخبار ووسائل الإعلام بجميع أنحاء العالم، إثر ظهور فيروس جديد ينذر بوباء جديد، في وقت يحاول فيه الجميع التخلص من وباء كورونا واستعادة الحياة الطبيعية دون الاضطرار للبس كمامة أو التعقيم المستمر مثلما يحدث الآن.
واحتلت الصين الصدارة في عدد الفيروسات التي ظهرت لديها مؤخرا، ومنها كورونا “كوفيد 19″، إنفلونزا الطيور، سلالة جديدة من أنفلونزا الخنازير، فيروس هانتا، الطاعون الدبلي، آخرها فيروس “SFTS”.
وذكرت وسائل إعلام صينية رسمية يوم الأربعاء الماضي، أن مرضًا معديًا جديدًا، ناجم عن فيروس تنقله حشرة “القرادة”، أودى بحياة سبعة أشخاص وأصاب 60 آخرين في الصين، محذرة من إمكانية انتقاله من إنسان لآخر.
البداية كانت عندما ظهرت على امرأة من نانجينغ عاصمة جيانغسو، والتي عانت من الفيروس الجديد المعروف باسم “SFTS”، وينتمي لعائلة بونيا، أعراض مثل الحمى والسعال.
الأعراض
الحمى
القيء
الإسهال
فشل في العديد من الأعضاء
الشعور بالإرهاق وتكسير العظام
انخفاض عدد الصفائح الدموية مع نقص عدد خلايا الدم البيضاء
ارتفاع في إنزيمات الكبد
الأوبئة المتتالية التي تصدرها الصين للعالم، أثارت تساؤلات لدى رواد مواقع التواصل الاجتماعي عن سر ظهورها في الصين تحديدا، وهو الأمر الذي أجاب عليه الدكتور شريف حتة، أستاذ الفيروسات والطب الوقائي.
أكل الحيوانات البرية
شرح “حتة” في حديثه لـ”الوطن”، أن الصينيين يأكلون الحيوانات البرية مثل الثعابين والخفافيش والخنازير والفئران، والتي تكون حاملة للعديد من الأمراض والفيروسات، ما يتسبب في حدوث عدوى فيروسية تنتقل من شخص إلى آخر.
وأكد أنه عندما يأكل الشخص حيوانا حاملا للعدوى أو مصابا بفيروس ما، ينتج عن ذلك أمراض تحدث نتيجة خليط ما بين الفيروس داخل الحيوان وجينات الإنسان، ما يتسبب في نشأة فيروس جديد أو غريب ينتقل بين الأشخاص.
وتناول الحيوانات البرية مثل الخفافيش والفئران والثعابين، يفسر سر انطلاق الفيروسات الأوبئة والفيروسات من الصين بسبب البيئة نفسها التي يعشون بها ونظامهم الغذائي الذي يفرض عليهم أكل الحيوانات البرية بأنواعها المختلفة مثل الصراصير والجراد والفئران والخفافيش.
ما سر انتشار الفيروسات في الصين مؤخرا؟
وهناك عدة أسباب قد تكون الدافع وراء انتشار الفيروسات في الفترة الحالية بعد كورونا، والأمر راجع للتغيرات البيئية والتغيرات التي تحدث في المناخ ، وهناك ثلاثة عوامل لانتشار أي فيروسات وهم عوامل في الإنسان، عوامل في البيئة، عوامل في الفيروس نفسه والتركيب الجيني له، فعلى سبيل المثال فيروس كورونا المتسجد والطاعون الدبلي انتشرا بسبب اللايف ستايل الخاص بالأشخاص وتغير عاداتهم الغذائية واستهلاكهم للحياة البرية والتي تحتوي على العديد من الأمراض ما يسبب تغييرا جينيا في تركيب الفيروس الأساسي وتفاعله مع التركيب الجيني للإنسان وينتج عنه ظهور فيروس جديد أو سلالة جديدة.
وقد يكون التغيير البيئي والنظام الإيكولوجي هو السبب، ولا يمكن معرفة السبب بالتحديد لكل فيروس دون دراسة الأمر بشكل جيدا وإجراء المزيد من الأبحاث والتحاليل وأخذ العينات وسبب الانتقال، ولابد من دراسة الأسباب الثلاثة لحدوث أي مرض أو انتشاره وهم الإنسان نفسه “العائل”، يا إما المسبب نفسه الفيروس أو الطفيل، والبيئة المحيطة به ، فالبيئة في مصر ليست مثل السعودية أو البرازيل أو أمريكا فكلا منهما له نظامه الخاص.
وكل عام يحدث تطور في الزراعة والصناعة وحركة النقل البحري وهجرة الأشخاص من دول إلى أخرى بعادات غذائية وثقافية أخرى وبالتالي قد يحدث ذلك طفرة في العوامل البيئية الموجودة في دول معينة ينتج عنها ظهور فيروسات جديدة واختفاء أخرى.