عيد الأضحى يعد من أبرز الشعائر الإسلامية والتى يتم فيها ذبح الأضاحي تقربا لله عز وجل؛ وقد أدى ذلك إلى ارتباط عيد الأضحى بتناول الكثير من اللحوم الحمراء خلال أيام العيد، مع التفنن والتنوع في طرق طهيها في طقوس ثابتة محببة للكبار والصغار.
وكما حث الدين الإسلامي على اتباع السنة في الأضحية فقد حث أيضا على الاعتدال في كل شيء، وعدم الإفراط في تناول نوع واحد من الأطعمة؛ لئلا يختل النظام الجسدي ويصاب الإنسان بالأمراض.
فالإفراط والإسراف في تناول اللحوم الحمراء في تلك الأيام قد يتسبب في مشاكل جمة، وخصوصا للأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة، كأمراض القلب والكبد وضغط الدم ومرض السكري.
ونظرا لأن اللحوم تمتلئ بالدهون المشبعة؛ فإن تناول الكثير منها يؤدي حتما إلى الإصابة بالسمنة المفرطة، وما يتبعها من أمراض القلب والشرايين وضغط الدم.
وقد توصلت دراسة أجرتها مؤخرا المعاهد القومية للصحة لأكثر من نصف مليون أمريكي من كبار السن، إلى أن الأشخاص الذين تناولوا معظم اللحوم الحمراء واللحوم المصنعة على مدى 10 سنوات من المحتمل أن يموتوا في وقت أقرب من أولئك الذين تناولوا كميات صغيرة منها.
وفي دراسة سويدية أجريت عام 2010 على أكثر من 30.000 سيدة كن يعتمدن في نظامهن الغذائي على تناول ما يعادل 120 جراما يوميا، أثبتت تلك الدراسة أنهن تعرضن للسكتة الدماغية بنسبة 42% مقارنة بالسيدات اللاتي كن يتناولن ما يقارب 30 جراما فقط في اليوم الواحد.
كما يؤكد خبراء التغذية أن هناك العديد من الأضرار الناتجة عن تناول اللحوم بكثرة خلال فترة العيد، وخصوصا لحم الضأن وأيضا الأكلات المصاحبة للحوم، فالإكثار من لحم الضأن يتسبب في الكثير من مشاكل الهضم، وارتفاع مستوى الكوليسترول في الدم؛ وذلك بسبب الأحماض الدهنية المشبعة الموجودة بكثرة فيها.
وبجانب أن الأعضاء الداخلية للأضحية تمتلئ بالكثير من الكوليسترول، فإنها تحتوي على مركبات نيتروجينية تشكل عبئا كبيرا على الكلى للتخلص منها.
ولأن اللحوم الحمراء هامة للجسم ولا يمكن التخلي عنها؛ لذا ينصح بتناولها باستمرار ولكن باعتدال دون إفراط ولا تفريط، فالجسم يحتاج إلى ما يعادل 70 جراما يوميا من اللحوم سواء الحمراء أو البيضاء، أي ما يعادل نصف كيلو أسبوعيا يمكنك تقسيمها على مرتين أو ثلاث ليجد الجسم ما يكفيه من البروتينات والحديد والفيتامينات، ولا يصاب بالأمراض المستعصية التى يصعب الشفاء منها.