توصل علماء من معهد ماكس بلانك للغويات النفسية الى اكتشاف أسرار القوى الخارقة للخفافيش، من خلال رسم خرائط الحمض النووي الكاملة الخاصة بها.
ويوفر هذا الاختراق أملا بتطوير عقاقير جديدة للسرطان، والعلاجات المضادة للشيخوخة – وحتى لعلاج كورونا، كما تسلط الخرائط الضوء على قدرات الخفافيش المذهلة، بما في ذلك طول العمر، وتحديد الموقع الجغرافي، والإدراك الحسي والحصانة الاستثنائية للعدوى.
وقالت الدكتورة سونيا فيرنس، المعدة المشاركة، ”يمثل العمل موردا غنيا لفهم الأساس الجيني لتكيّفات الخفافيش بشكل أفضل – وقد يكون له أيضا آثار على صحة الإنسان والمرض. على سبيل المثال، يمكن أن تساعد الجينات في دراسات حول كيفية تحمل الخفافيش لعدوى فيروس كورونا، والتي قد تؤدي في المستقبل إلى أساليب لزيادة بقاء الإنسان على قيد الحياة ضد أمراض مثل (كوفيد-19)”، كما كشف فريق الدكتورة سونيا فيرنس النقاب عن جينات 6 أنواع من الخفافيش، بما في ذلك ”حدوة الحصان الأكبر”، الذي يشتبه في كونه المصدر الأصلي لفيروس كورونا.
وتقول النظرية الأكثر شيوعا إن الفيروس قد يكون انتشر إلى حيوان بري، ربما البنغولين، عن طريق الروث، ثم إلى البشر، وقارن الفريق بين جينات الخفافيش هذه مقابل 42 من الثدييات الأخرى، لمعالجة السؤال الذي لم يُحل حول مكان وجود الخفافيش داخل شجرة حياة الثدييات..
وذكرت فيرنس، من معهد ماكس بلانك للغويات النفسية في Nijmegen، هولندا، أن التسلسل أكثر دقة بعشر مرات من أي منشور مشابه حتى الآن، ويشمل الجينات التي تمكّن الحيوان من الطيران، واستخدام الصوت للتنقل في الظلام، والتحمل والبقاء على قيد الحياة من الفيروسات القاتلة، ومقاومة الشيخوخة والسرطان.
وهناك أيضا أدلة على الانتقاء والفقدان لسلالة من الجينات المعروفة بلعب دور حيوي في المناعة، لدى الثدييات الأخرى. ويمكن أن تساعد التغييرات الجينية الفريدة للخفافيش في منع أسوأ نتائج الأمراض الفيروسية في الثدييات الأخرى – بما في ذلك البشر، كما يسلط الضوء على الآليات الجزيئية التي ربما ساهمت في الحصانة الاستثنائية للخفافيش.
ووجد الباحثون أن الخفافيش ترتبط على الأرجح ارتباطا وثيقا بمجموعة من الحيوانات تسمى Fereuungulata، تتكون من حيوانات آكلة اللحوم مثل الكلاب والقطط، بالإضافة إلى البنغولين والحيتان والثدييات ذات الحوافر، مثل الأبقار والخيول والأغنام، وبحث الفريق بشكل منهجي عن التباين الجيني بين الخفافيش والثدييات الأخرى. وحدد مناطق الجينوم التي تطورت بشكل مختلف في الخفافيش، وفقدان وكسب الجينات المسؤولة عن الصفات الفريدة للخفافيش.
وقالت دافالوس، ”بفضل سلسلة من التحليلات الإحصائية المعقدة، بدأنا في الكشف عن الجينات الكامنة وراء ”القوى العظمى للخفافيش”- بما في ذلك قدراتها الواضحة على تحمل الفيروسات التاجية والتغلب عليها”.