أظهرت نتائج الاختبار لـ51 شخصًا تعافوا من الفيروس التاجي المستجد كورونا الذي يجتاح العالم، في كوريا الجنوبية، أنهم أصيبوا بالفيروس مرة أخرى، الأمر الذي أثار مخاوف من إمكانية إعادة نشاط الفيروس واختباءه في الخلايا البشرية.
تم وضع المرضى، الذين هم من مدينة دايجو الأكثر تضررا في كوريا الجنو في الحجر الصحي بعد تشخيصهم بالفيروس، ثم تم فحصهم مرة أخرى بعد أيام من إطلاق سراحهم، بحسب صحيفة “ديلي ميل” البريطانية.
وقالت مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها في كوريا (KCDC) إن الفيروس “أعيد تنشيطه” على الأرجح، ولم يصاب المرضى به مرة أخرى، إذ يعتقد العلماء في الهيئة الصحية التي تديرها الحكومة أن الفيروس قد يظل كامنًا أو مختبئا عند مستويات معينة ولا يمكن اكتشافه في الخلايا البشرية.
ويشير العلماء إلى أن اختباء الفيروس في الخلايا البشرية يعود لأسباب غير معروفة، إذ يمكن أن يعاد تنشيط الجسيمات الفيروسية والبدء في مهاجمة الرئتين مرة أخرى، ولكن لا يوجد دليل قاطع يثبت أن الفيروس يعمل بهذه الطريقة.
وتقول التوقعات في الحالات التي ينتج فيها المرضى نتيجة إيجابية مرتين، يكون ذلك عادةً بسبب اختبار يعطي نتيجة خاطئة، والتي تحدث مرة واحدة كل 5 مرات.
ووافق بول هانتر، أستاذ الأمراض المعدية في جامعة إيست أنجليا على أن “هذه ليست إعادة إصابة بالعدوى، وأعتقد شخصياً أن التفسير الأكثر ترجيحاً هو أن عينات الاختبار السلبية كاذبة”.
وسلط البروفيسور هانتر الضوء على أن اختبارات فيروسات التاجية التقليدية تعطي نتيجة خاطئة من 20 إلى 30 % من الوقت.
سجلت كوريا الجنوبية اليوم أقل من 50 حالة إصابة جديدة بالفيروس التاجي المستجد كورونا، وهي أقل زيادة يومية منذ أواخر فبراير، وبذلك يصل مجموع الإصابات في البلاد إلى 10284 حالة.
وأعرب الخبراء في اليابان في السابق عن قلقهم من احتمال انتكاس المرضى، بعد تقارير عن إصابة رجل مسن وامرأة مرة أخرى، ولكن دراسة عن القرود نشرت في 16 مارس أظهرت أن الحيوانات طورت مناعة ضد الفيروس بعد إصابتها به في المختبر.
وقال البروفيسور مارك هاريس، علم الفيروسات بجامعة ليدز: “التقارير التي تفيد بأن المرضى الذين تكون نتائج اختبارهم سلبية وبعدها تصبح إيجابية مرة أخرى تثير القلق بشكل واضح، ومن غير المرجح أن يكونوا قد أصيبوا مرة أخرى بعد الشفاء من الفيروس، لأنهم على الأرجح كونوا استجابة مناعية للفيروس من شأنها أن تمنع حدوث العدوى مرة أخرى”.
وتابع “الاحتمال الآخر هو أنهم في الواقع أنه لم يتم شفائهم من العدوى بالكامل، ولكن ظلوا مصابين بها، ما يشير إلى أن الفيروس ثنائي المراحل، مما يعني أنه يبدو أنه يختفي قبل أن يظهر مرة أخرى”.
قد يكون السبب هو عدم وجود اختبار فعال، والذي لا يمكن أن يوضح بشكل قاطع ما إذا كان المرض أزيل بالكامل أم لا.