يختبر الأطباء والعلماء في أستراليا لقاحا يعالج السل (TB) ويحسن بشكل طبيعي نظام المناعة لدى الشخص، على 4000 من العاملين في مجال الرعاية الصحية، لمعرفة ما إذا كان يمكن أن يحمي ضد الفيروس التاجي المستجد كورونا.
واللقاح المستخدم اسمه Bacillus Calmette-Guérin (BCG)، في الأساس يعطي الأطفال مناعة ضد السل والعدوى البكتيرية، ولكن من المعروف أن له فوائد أخرى، بحسب صحيفة “ديلي ميل” البريطانية.
وتشمل ما يسمى بالآثار خارج الهدف الخاصة بهذا العقار حماية معززة ضد أمراض الجهاز التنفسي، واعترف به منظمة الصحة العالمية (WHO).
يعطي العلماء هذا اللقاح الآن لآلاف الأشخاص لمعرفة ما إذا كان يوفر حماية إضافية ضد كوفيد-19 ويقلل من شدة أعراض كورونا أم لا، ويقود التجربة باحثون في معهد ملبورن لأبحاث الأطفال في مردوخ، وتشمل 4000 مشارك كلهم يعملون في الرعاية الصحية في مختلف المستشفيات في جميع أنحاء أستراليا.
حتى الآن، أبلغت أستراليا عن ما يقرب من 3000 حالة إصابة بكورونا و13 حالة وفاة، مع اقتراب عدد الإصابات العالمية إلى نصف مليون شخص، وذلك في الوقت الذي تجرى فيه تجارب مماثلة لإيجاد لقاح في بلدان عديدة بما في ذلك هولندا وألمانيا والمملكة المتحدة.
وقالت البروفيسور كاثرين نورث إيه سي، مديرة معهد أبحاث مردوخ للأطفال: “يتمتع الباحثون الطبيون الأستراليون بسمعة طيبة في إجراء تجارب صارمة ومبتكرة، وستسمح هذه التجربة باختبار فعالية اللقاح ضد أعراض كوفيد-19 بشكل صحيح، وقد تساعد في إنقاذ حياة عمال الرعاية الصحية الأبطال في الخطوط الأمامية”.
ويُعطى هذا اللقاح حاليًا لحوالي 130 مليون طفل كل عام لحمايتهم من مرض السل، وتم استخدامه لعقود للحماية من السل ويتضمن نسخة ضعيفة من بكتيريا Mycobacterium bovis.
يسبب هذا الميكروب السل في الحيوانات مثل الأبقار والغرير وعندما يتم حقنه في البشر يدرب جهاز المناعة لمحاربة المرض، لذلك إذا كانوا مصابين بالسل، فإنهم يكونوا مجهزين جيدًا لمكافحته، ويفعل ذلك عن طريق تدريب جهاز المناعة على مهاجمة مسببات الأمراض بشكل أكثر كثافة من المعتاد.
أظهرت دراستان على البالغين (واحدة في المرضى الذين تتراوح أعمارهم بين 60 و75 عامًا) أن BCG يقلل من التهابات الجهاز التنفسي بنحو 80%، ووجدت دراسات أخرى أن الأطفال الذين تم تطعيمهم به تقل لديهم مخاطر الإصابة بالتهابات الجهاز التنفسي بنسبة 10 إلى 40%، ولكن الآلية الدقيقة التي يحدث بها ذلك، ومدى فعاليته على المدى الطويل، لا تزال مجهولة.
يرأس البروفيسور نايجل كيرتس، متخصص الأمراض المعدية، المجموعة البحثية التي تعمل في المعهد الأسترالي، التي تتولى الدراسة الجديدة التي تعتمد على الدراسات السابقة.
قال البروفيسور كيرتس: “نأمل أن نرى انخفاضًا في انتشار وشدة أعراض كوفيد-19 لدى العاملين في مجال الرعاية الصحية الذين يتلقون تطعيم BCG، ونهدف إلى إشراك 4000 من العاملين في مجال الرعاية الصحية من المستشفيات في جميع أنحاء أستراليا في التجربة، حتى تكون النتائج أكثر دقة”.