تمسكا بالأمل طمعا في رؤية بعضهما بعدما فرقتهم الأيام وظروف البلاد، إلا أن مرور السنوات أضعف خيط الأمل الضئيل لتعترف بون سين بأن شقيقتها بون تشيا توفيت واعتقدت الأخيرة نفس الشيء، إلا أن الزمن كافأهما على صبرهما وأعاد لم شملهما مرة أخرى مع شقيقهما الأصغر.
وقالت منظمة محلية كمبودية إن الشقيقتين بون سين البالغة من العمر 98 عاما وبون تشيا البالغة من العمر 101 عام، رأتا بعضهما للمرة الأخيرة في عام 1937، أي قبل عامين من سيطرة الشيوعيين بقيادة “بول بوت” على كمبوديا في الفترة التي عرفت باسم “الخمير الحمر”، وفقا لموقع “بي بي سي” البريطاني.
فترة الحكم
وخلال عامي 1975 و1979، قتل الخمير الحمر حوالي مليوني شخص، بقيادة “بول أبوت” والذي كان يحاول إعادة كمبوديا إلى العصور الوسطى.
وتم إجبار ملايين الناس من المدن على العمل في المزارع المجتمعية في الريف، وتفتيت العديد من الأسر خلال هذه الفترة، وفصلهم عن أطفالهم في كثير من الأحيان.
وخلال تلك الفترة فقدت بون سين زوجها وانفصلت عن شقيقتها ولم تعرف عنها شيئا، واستقرت في النهاية بالقرب من مكب ستونج ميانشي الشهير في العاصمة بنوم بنه.
وفي عام 2009، ساعدت الأمم المتحدة في إنشاء محكمة لمحاكمة زعماء الخمير الحمر الباقين على قيد الحياة، وتم الحكم على ثلاثة منهم بالسجن بعد فترة قاسية عاشها سكان كمبوديا.
حياة بون سين
وخلال فترة الحكم وما بعدها، أمضت “بون سين” حياتها في الأكل من القمامة والبحث عن المواد القابلة لإعادة التدوير لبيعها، ورعاية الأطفال في الحي الفقير.
وقالت إنها غادرت قريتي منذ فترة طويلة ولم تنظر إلى الوراء، واعتقدت دائمًا أن أختها ماتت مع أشقائها، وكانت تحلم بزيارة قريتها في مقاطعة كامبونغ تشام ، على بعد حوالي 90 ميلًا فقط شرق العاصمة الكمبودية بنوم بنه بعد رحيل الخمير الحمر عنها.
لقاء سين مع أشقائها
وبدأ صندوق الأطفال الكمبوديين التابع للمنظمات غير الحكومية المحلية، يرتب زيارة لـ”بون” لقريتها بعد علمه بقصتها، إلا أنهم فوجئوا بوجود شقيقتها على قيد الحياة وتعيش مع شقيقهما الأصغر البالغ من العمر 92 عاما.
وبعد نصف قرن تقريبًا ، تم جمع شمل بون سين مع شقيقتها الكبيرة بون تشيا وشقيقها الأصغر الأسبوع الماضي.
ووصفت “شين” لقاءها مع أخوتها بأنه يعني لها الكثير، وبكت كثيرا بعدما لمس شقيقها الأصغر يدها بعد رحلة فراق استمرت 47 عاما.
وقالت بون تشيا ، التي قتل زوجها أيضاً على يد الخمير الحمر ، وتركها أرملة مع 12 طفلاً، إنها اعتقدت أيضا بموت شقيقتها الصغرى، إذ قتل الحكم 13 فردا من العائلة.
ومن المنتظر أن يذهب الأشقاء الثلاثة في جولة للعاصمة الكمبودية في الأسبوع الحالي.