ألم شديد وحمى، أعراض بسيطة قد يشعر بها المصابون بالإنفلونزا، إلا أنها كانت ناقوس الخطر بالنسبة لسيدة أمريكية، إذ أن تلك الأعراض صاحبت إصابتها بالبكتريا الآكلة للحم بسبب ورقة من النوع المقوى، وكادت أن تتسبب في وفاتها.
وتعود بداية القصة إلى ديسمبر عام 2017، عندما جرحت يد هيذر هاتربوتل البالغة من العمر 49 عاما، بسبب ورقة، ولم تعر الأمر اهتماما، إلا أنه بعد مضي يومين استيقظت على ألم شديد بيدها وحمى، وكان خنصر يدها منتفخا بشدة، ما أدى لذهابها إلى المستشفى، إذ اعتقدت أنها مصابة بالتواء أو خلع في خنصر يدها خاصة بعد انتقالها لمنزل جديد، حسبما ذكرت صحيفة “ديلي ميل” البريطانية.
وبعد ثلاثة أيام بدأ الألم والانتفاخ بالانتشار بيدها بشكل سريع، وتبين أنها أصيبت بالتهاب اللفافة الناخر أو البكتيريا الآكلة للحم والتي وجدت طريقها إلى يدها عن طريق الجرح الذي سببته الورقة، وتتسبب البكتيريا في التهاب شديد يقتل الجلد والعضلات والأنسجة الرخوة، وانتشر بشكل سريع للغاية وسبب تلفا بالأوتار بيدها وانتقل إلى الإبط وعضلات القلب.
وأعطى الأطباء المريضة مضادات حيوية قوية كل ثلاثة أيام، إذ أن البكتيريا سببت تعفن الدم وفشل في أعضائها وبينها الكليتان، وبعد أيام قليلة تم نقل السيدة الأمريكية إلى العناية المركزة بسبب فشل أعضائها وانتشار البكتيريا بشكل سريع للغاية، قضت في المستشفى 65 يوما بعيدة عن ابنتها البالغة من العمر 6 سنوات، وكان الأطباء يعملون على تنقية أعضائها وإزالة الأنسجة التالفة.
وعندما أصبحت بشرتها أكثر صحة كان الأطباء قادرين على ترقيع الجلد عن طريق أخذ الأنسجة من فخذها ووضعها في الأماكن المصابة، وواجهت في تلك الفترة خطر البتر أو الوفاة، وأجرت جراحة تجميلية في عام 2018، وتم وضعها على جهاز شفط الصديد المعروف باسم “فاك”، لسحب السموم السيئة من الجرح وتجدد تدفق الدم السليم.
وبعد عدة جراحات تجميلية، خرجت “هيذر” من المستشفى وعادت إلى ابنتها مرة أخرى غير مصدقة أنها نجت من البكتيريا القاتلة، وهي تتعافى منذ ذلك الوقت ححتى آلان بالخضوع للعلاج التأهيلي والمهني، إذ ما زالت يدها مجمدة وهناك صعوبة في تحريك أصابعها.
ويذكر أنه تم تسجيل حوالي 1000 حالة فقط من البكتيريا القاتلة في بريطانيا، بينما ذكر مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، أن حوالي 700 إلى 1200 إصابة تحدث سنويا في الولايات المتحدة الأمريكية، ويزداد الأمر سوءا لم يتم علاجها مبكرا، إذ يموت ما يصل إلى 405 من الأشخاص بسببها.