ابتسامة محببة تشق طريقها وسط تجاعيد وجهه يعود معها صاحب الـ 102 عاما إلى شاب مراهق لا يتجاوز الـ 17 عاما، على يرى فريقه المفضل يستعرض مهاراته في الملعب الواسع، حصل ديريك إيلي على لقب أقدم مشجع كرة قدم بسبب تشجيعه للفريق الإنجليزي “ديربي كاونتي” على مدار 88 عاما، منذ بداية تشجيع الفريق عام 1931، حيث لم يفوت على مدار تلك الفترة إلا مباراة واحدة أقيمت في الفترة التي شارك فيها بالحرب العالمية الثانية.
1700 مباراة حضرها “إيلي” منذ أن كان في الـ 17 من عمره، وفقا للتقرير الذي نشره موقع “ديلي ميل”، حيث تشير التقديرات إلى أنه سجل أكثر من 130 ألف ميل، أثناء الرحلة ذهابًا وإيابًا على بعد 80 ميلًا كل أسبوع ليشاهد فريقه يلعب، كان يتجنب التخطيط لأي نشاط يوم السبت حتى لا يتصادم مع مواعيد مباريات كرة القدم، قائلا: “أنا ذاهب إلى ديربي منذ أن كنت صبيا، لقد كان جزءًا كبيرًا من حياتي، نادراً ما فاتني مباراة، كنت أذهب إلى أبعد المباريات عندما كنت أصغر سنا، ذهبت ورائهم في كل مكان، لدينا مجموعة رائعة من المشجعين، وأنا أحب الأجواء، وأحب أن أكون هناك”.
بدأ ديريك الذهاب إلى المباريات في سن المراهقة وتوقف فقط عندما اندلعت الحرب في عام 1939، بينما كان ضمن فوج المشاة تابع للجيش البريطاني في إيطاليا، كتب ديريك إلى رئيس الاتحاد لكرة القدم لطلب التذاكر إلى نهائي كأس الاتحاد عندما استؤنفت المنافسة لموسم 1945-1946، قائلا: “أثناء وجودي في إيطاليا ، كتبت خطابًا إلى رئيس الاتحاد اسأل فيه عن موعد انطلاق كأس الاتحاد، وهل يمكنني الحصول على تذكرتين إلى المباراة النهائية، وكما حدث فاز ديربي على برمنجهام سيتي، ووصل إلى النهائي، كان يومًا رائعًا للذهاب إلى ويمبلي، ذهبنا إلى هناك وعادنا في اليوم وشاهدنا دربي يرفع الكأس”.
واستطاع ديريك، الذي كُرم بميدالية الإمبراطورية البريطانية بسبب مستوى خدمته العسكرية، تمرير شغفه بكرة القدم إلى ابنه روبرت، الذي يعيش الآن في أستراليا، ذهب الثنائي إلى عشر مباريات خلال كأس العالم في عام 1966، بما في ذلك فوز إنجلترا التاريخي على ألمانيا الغربية في المباراة النهائية، “كانت رؤية إنجلترا تفوز بكأس العالم واحدة من أفضل ذكرياتي”.
وبالرغم من وفاة زوجته التي كانت تعاني من الزهايمر إلا أن “ديريك” محاط بالعائلة والأصدقاء، قائلا: “احتفلت في 17 نونبر بعيد مولدي الـ 102، كان لدي حفل عائلي هادئ هذا العام. عندما بلغت سن 100، أقيمت لي 3 احتفالات، وتلقيت أكثر من 50 بطاقة تهنئة”.
يذهب ديريك، الذي سلم رخصة القيادة البالغة من العمر 89 عامًا، الآن إلى المباريات مع صديقه كارون موريس، الذي يجلس إلى جواره في الملعب، وأضاف: “بصري ليس هو ما كان عليه، لكن ما زلت أحب الذهاب، أستطيع أن أرى الجانب الأيسر من الملعب، لكن عندما يتجاوز خط المنتصف، يجب أن أسأل كارون عما يحدث، لقد كنت محظوظًا لأنني عشت حياة طويلة، وحصلت على وظيفة جيدة ونجوت من الحرب، أحد أعظم الأشياء في الحياة هو أن تكون ودودًا مع الناس، وإذا فعلت ذلك، فسيكون الناس جيدون معك”.