يتعرض الشباب وخاصة المراهقين منهم لحملة نفسية ممنهجة، لتشويه القيم الأخلاقية واستبدالها بالقيم المادية، فأصبحت الأخيرة أغلى وأهم بالنسبة لهم من القيم الأخلاقية في مجتمعات غابت عنها الرقابة الأسرية والمتابعة، وافتقدت لنشر الوعي الديني والثقافي والأخلاقي.
وبفضل التطور التكنولوجي وغياب الرقابة، وإصابة الكثير من الشباب بهوس الشهرة وانتشار ثقافة “التريند” دون معرفة أهميته الفعلية وخطورة تأثيره، انتشر تطبيق “التيك توك” بشكل كبير بين الشباب والمراهقين، ممن أصبحوا ضحية لهذه الظاهرة.
فكم منا شاهد فيديو لفتاة لم تتعد الرابعة عشرة من عمرها من عمرها ترقص وتتمايل على أغاني ومهرجانات كلماتها بذيئة تتنافى مع الأخلاق والقيم، وفيديوهات لشباب بعيد كل البعد عن الرجولة.
كثير من الأهالي يشكو من تنامي ظاهرة “التيك توك” بين أبنائهم، واستحواذهم على جل وقتهم، على حساب مذاكرتهم، وأي عمل إيجابي آخر من شأنه أن يرتقي بهم.
ويوضح الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي، أن “الأسرة هي المسئولة بشكل أساسي عن حماية الطفل وزيادة وعيه، بمتابعتها المستمرة للمضامين التي يتعرض لها، سواء عبر شاشة التلفاز أو “الآيباد” أو الهاتف الخلوي”.
يضيف: “بعد انتشار التطبيقات الجديدة ذات المحتويات المخالفة للقيم والعادات، ومع سهولة تداولها وتعرض الطفل لها، بات من الضروري زيادة الرقابة والمتابعة الأسرية، ولعل تطبيق “التيك توك” أهم التطبيقات التي تنشر محتويات مخالفة للقيم والعادات والأخلاق والآداب العامة، والتي يجب منع الأطفال من استخدامها”.
ويشير إلى أن “مثل هذه التطبيقات نتاج غياب التوعية الثقافية والاجتماعية وما لم نتدارك الأمر سنكون ذاهبين نحو الأسوأ والضياع، حيث أنها دليل على اضطراب الهوية”.
وطالب فرويز بـ “تضافر الجهود في إصلاح الهوية عند الشباب وغرس القيم الأخلاقية والدينية الصحيحة، وغرس مفهوم الولاء والانتماء”.