والكوكبان يدوران حول نجم يعرف باسم “تيجاردن”، ويدوران في المنطقة التي تدعم الحياة، مثل المنطقة التي تدور فيها الأرض حول الشمس، وتم اكتشافهما بواسطة مرصد ثالار ألتو في إسبانيا، في يونيو الماضي.
ووفقا لتقارير صحفية علمية، فإن الكوكبين، اللذين يدوران حول النجم تيجاردن، الذي يبعد عن الأرض 12.5 سنة ضوئية، مناسبان تماما لوجود مياه سائلة على سطحهما وذلك لتوافر الأجواء اللازمة عليهما.
وبحسب العلماء، يمكن للكوكبين “بي” و”سي”، التابعين للنجم تيجاردن، دعم وجود المياه عليهما، حتى لو كانوا لا يعرفون شكل الغلاف الجوي لهما.
العلماء يزعمون أنه حتى لو كان الغلاف الجوي للكوكبين رقيقا نسبيا، بالمقارنة مع الغلاف الجوي للأرض، أو كان أثخن كثيرا، فقد يظل هذين العالمين قابلين للحياة ولوجود الماء.
يشار إلى أنه تم اكتشاف الكوكبين، اللذين يتبعان النجم تيجاردن، لأول مرة في حزيران 2019، من خلال ما يعرف باسم “مسح كارمينيس” في مرصد ثالار ألتو.
أما النجم تيجاردن، الذي سمي تيمنا باسم عالم الفيزياء الفلكية في ناسا بونارد تيجاردن، فهو “نجم قزم” أحمر أشعته وطاقته الصادرة عنه قليلة مقارنة بشمسنا.
والكوكبان يدوران في مدارات قريبة جدا من نجمها، مما يعني أن الجانب نفسه من كل كوكب يواجه دائما نجم تيجاردن، مع العلم أن الكوكب بي يدور حول النجم مرة كل 5 أيام، بينما دورة النجم سي تكتمل كل 11 يوما.
وبعض العلماء يجادلون بأن ظاهرة يطلق عليها اسم “قفل المد والجزر” قد تصاحب الكوكبين، وهي نفس الظاهرة التي تبقي الجانب القريب من القمر في مواجهة الأرض، الأمر الذي يعني تأمين استمرار حالتي المد والجزر، وهو ما يساعد في دعم وجود الحياة عليهما، باعتبار أن هذا النوع من الأجواء مطلوب من أجل توافر المياه السائلة عليهما وبالتالي دعم وجود حياة.
غير أن عالمة فيزياء الفلك في وكالة ناسا جيسي كريستيانسن، التي لم تشارك في الدراسة الحالية التي نشرت في مجلة “نيو ساينتست”، أكدت أن الكواكب المقفلة في المد والجزر قد تشكل عقبات أمام تطور الحياة.
وأوضحت أن بعض الخبراء يعتقدون أن وجود دورة “الليل والنهار” أمر حيوي بالنسبة للكائنات الحية، وهو أمر لا يمكن تجربته في العالم الذي يحافظ دائما على نفس الجانب الذي يواجه نجمه.
وأضافت أنه، علاوة على ذلك، يمكن أن يعمل “قفل المد والجزر” على كبح المجال المغناطيسي للكوكب، مما يعني أن هذه الهيئات ستكون أكثر عرضة للإشعاع الضار من نجمها المضيف.
لكن كريستيانسن قالت إنه على الرغم من هذه المخاوف، فإن “الكوكبين الذين يدوران حول نجم تيجاردن مثيران للغاية”، مشيرة إلى أنها ستخضعهما للدراسة لبعض الوقت وستستكشف الاحتمالات وجود المياه السائلة عليهما.