السمنة من الأمراض التي ترهق الكثيرون وتخيفهم والأكثر رعبا هو أن تعرف أنها مرض معدٍ، قد تفاجأ بذلك الرأي ولكن بناء على بحث علمي تم إثبات ذلك، وقد تتساءل كيف تكون السمنة مرض معدٍ؟، هل هو مرض بكتيري أم فيروسي؟، وكيف يمكن انتقاله من شخص لآخر؟، هل من خلال التواصل الجسدي بينهما أو من خلال الجلوس معا؟، كل هذه نقاط تطرح تساؤلات هامة سوف نجيب عليها في موقعنا قل ودل من خلال تسليط الضوء على ذلك البحث العلمي ونتائجه.
الأساس العلمي لكون السمنة مرض معدٍ
في دراسة نشرتها مجلة نيو انجلاند الطبية، ذكر أن السمنة تستجيب لنمط العدوى الاجتماعية، حيث افترض هذه الفكرة باحثين هما نيكولاس كريستاكيس، وجيمس فاولر، اللذان ركزا في بحثهما على تحليل الميل لتكرار السلوكيات بين الشبكات الاجتماعية، حيث شملت دراسة الحالة الخاصة بهم 12000 من البالغين وتناولت علاقاتهم الاجتماعية، لهذا قاموا بتصميم خريطة بنقاط وخطوط تمثل الروابط الاجتماعية لهؤلاء الناس، ومن الناحية التخطيطية أو الفرضية عندما تصبح تلك النقطة أكبر تصبح السمنة أكثر احتمالية للعدوى.
خطر الإصابة بالعدوى
يحدد الرسم البياني الذي قاموا برسمه نسب احتمالات العدوى، وبالتالي سيزداد خطر الإصابة بالسمنة بنسبة 57٪ إذا كان صديقك يعاني من زيادة في وزنه، و بنسبة 40٪ إذا كانت أختك أو أخيك هو من يعاني من السمنة، وبنسبة 37٪ إذا كان شريكك هو المصاب بها.
ما هي المسافة التي تجعلها معدية؟
قد تتساءل عن مدى القرب أو البعد الذي يجعلك عرضة للإصابة بعدوى السمنة من الشخص المصاب، وهل عندما تمر في الشارع بجواره سوف تصاب بها؟، بالطبع لا فيرى الباحثون القائمون على هذا البحث أن المسافة هنا ليست بالأبعاد الطولية ولكنها بالأبعاد الإجتماعية، فهذا الأمر يعتمد على مدى قربك الإجتماعي من هذا الشخص المصاب بالسمنة، حتى أنهم أكدوا على ذلك بقولهم أنه لو كانت هناك علاقة إجتماعية قوية بينك وبين شخص مصاب بالسمنة، وهناك بعد في المسافة بينكم لدرجة أنك لا تراه بشكل دائم فأنت مع ذلك عرضة للإصابة بالسمنة.
الأسباب التي تجعل السمنة مرض معدٍ ممن حولك
عندما تربطك علاقة قوية بشخص فأنت ترى من خلاله بعض الأمور على أنها عادية فمثلا عندما يقوم هذا الشخص بفعل ما بإستمرار أمامك، فمع الوقت سوف تألفه وقد تمارسه أنت أيضا، لذلك إذا كنت محاط بشخص أو بمجموعة أشخاص يعانون بالسمنة فسوف ترى أن هذا الأمر طبيعي، وليس من العيب أو المرض في شيء وسوف يقودك ذلك إلى ممارسة عاداتهم التي أدت إلى حالتهم تلك.
كذلك سوف تنقطع مثلهم عن ممارسة الرياضة والأنشطة التي تحتاج شركاء فهذا هو شريكك لا يستطيع الجري أو التحرك بشكل سريع، وهذا سوف يجعلك أنت أيضا تكون مثله على الأقل لتتشارك معه أيضا عادات الأكل، فعندما تتواجد معه في مكان لتناول الطعام خاصة إذا كان ذلك يحدث بإستمرار فسوف يجبرك على مشاركته تلك العادات.