يعد الجلوس في الظلام من الأمور التي ارتبطت بها أقاويل سلبية مختلفة ولكنها غير مؤكدة، فالبعض يشير إلى أنه يتسبب في الإصابة بالاكتئاب، بينما يرى آخرون أن الاكتئاب هو الذي يحفز على الجلوس في الظلام وليس العكس، وما بين هذا وذاك، نشير نحن الآن إلى فوائد مؤكدة أثبتتها الدراسات والأبحاث العلمية للجلوس في الظلام.
زيادة قدرات الإبداع
أكدت دراسة علمية تابعة لجامعة دورتموند الألمانية، على أن الجلوس في الظلام يزيد من القدرات الإبداعية للإنسان، حيث أشارت الدراسة إلى أن إجابات الأشخاص المشاركين بهذا البحث الطبي، على بعض أسئلة الذكاء بغرف مظلمة، جاءت أفضل كثيرا من تلك التي سئلت بغرف مضيئة، ما تم ربطه بزيادة إبداع الأشخاص الحريصون على قضاء بعض أوقاتهم في الظلام.
الحد من صداع الرأس
دراسة آخرى تابعة لجامعة جلاسكو الاسكتلندية، أوضحت أن الإصابة بصداع الرأس المزعج، وخاصة الصداع النصفي، قد تتراجع آثاره السلبية عند الجلوس في غرف مظلمة، بعيدا عن الأضواء الساطعة، مشيرة إلى أن التواجد بأماكن زدحمة مليئة بالحركة تزيد من الأعراض السلبية المرتبطة بالصداع، في وقت يفضل فيه الجلوس بالأماكن الهادئة أو المظلمة تماما.
علاج كسل العين
تحدثت إحدى الدراسات الكندية كذلك عن فوائد الجلوس بالظلام، من أجل علاج حالات صحية مرتبطة بالنظر، وتحديدا لمن يعاني من كسل بإحدى عينيه مقارنة بالآخرى، فيما تم ربطه كذلك بالعلاج التقليدي الذي يتم مع الاطفال الذين يعانون من هذه الحالة المرضية، حيث يتم إلزامهم بارتداء عصابة على العين التي لا تعاني من شيء، كنوع من التحفيز على العمل للعين الآخرى الأضعف.
مقاومة الأمراض السرطانية
في الوقت الذي يشار فيه إلى أن هرمون الميلاتونين، المكافح القوي للأمراض، لا يتم إفرازه بداخل الجسم إلا في الأوقات المظلمة وحسب، يتم التأكيد على أن الجلوس بالغرف المظلمة من شأنه إذن أن يفرز هذا الهرمون الفعال بنسب جيدة، تتناسب تماما مع مقاومة أمراض سرطان الثدي، والبروستاتا، الأمر الذي يفسده أحيانا مجرد دخول ضوء خافت للغرف المظلمة.
مواجهة السمنة وأمراض القلب
كذلك تم الربط بين النسب التي تفرز من هرمون الميلاتونين، وبين مواجهة السمنة بكفاءة والأمراض القلبية أيضا، حيث يعمل اضطراب هذا الهرمون لدي البعض، على الإضرار بعملية التمثيل الغذائي بالجسم، وبنسب الكوليسترول ومن ثم بصحة القلب، ما يزيد من فرص التعرض للسمنة في تلك الحالة، الأمر الذي تتراجع حدته عند الجلوس بالظلام لأوقات أطول.