يعتبر الجنود المغاربة، الذين شاركوا في المعارك الطاحنة للحرب العالمية الأولى أبطالا بلا مجد، حيث ظلوا طي النسيان والإهمال لوقت طويل، ولم بنالوا التكريم، الذي يستحقونه.
وقد ساهم الجنود المغاربة بشكل كبير في تحرير الأراضي الفرنسية، مواجهين العدو بشجاعة نادرة، نالوا إثرها تقدير قادة وحداتهم. إلى جانب الجنود الوافدين من البلدان التي كانت فرنسا تستعمرها آنذاك.
وكشف المؤرخ الفرنسي، جان بيار رييرا، أن حوالي 40 ألفا من الجنود المغاربة خاضوا تحت راية فرنسا كل المعارك الكبرى في الحرب العالمية الأولى، أي بما يقارب نسبة 7 في المائة من مجموع المجندين المتحدرين من المستعمرات الفرنسية.
وتابع جان بيار رييرا، والذي شارك في تأليف كتاب “أنا..إخوة السلاح في الحربين العالميتين”، أن أؤلئك الجنود كانوا ينقسمون بين الرماة، أو أفواج القناصة المشاة كما كانوا يسمون من جهة، ومن جهة ثانية الخيالة أو “السبايسة”.
وقال رييرا، في حوار أجرته معه وكالة الأنباء الفرنسية “فرانس بريس”، إن السلطات الفرنسية قد خصصت مكافأة مالية لتشجيع المتطوعين، لكنها كانت أقل قيمة من الرواتب التي كانت تمنح للجنود الفرنسيين.
ويسار إلى أن الجنرال ليوطي، الذي كان يشغل منصب المقيم العام بالمغرب، هو من اقترح على القيادة العسكرية العليا لجيش بلاده في باريس إرسال جنود مغاربة للقتال.
وتعالت بعض الأصوات داخل فرنسا ضد تجنيد المغاربة تحت الراية الفرنسية، من بينها الزعيم الاشتراكي، جون جوريس، الذي كان خطب تحت قبة البرلمان قائلا: “ما نعتبره نحن فرنسا، يمثل بالنسبة لهم الخارج”.
وبالرغم من البلاء الحسن للمجندين المغاربة في الحرب العظمى، إلا أنهم لم يخلفوا أثرا مكتوبا لأسباب بديهية تتعلق بالأمية، بينما شهاداتهم الشفوية ضاعت نظرا لعدم إيلائها ما تستحقه من اهتمام في حينها.