تبحث مجموعة من المغاربة الذين يعيشون في بعض الدول الأوروبية، خاصة فرنسا، عن هويتهم الحقيقية، بعد أن كانوا سرقوا، بين سنتي 1970 و1980 من طرف مافيات الاتجار بالبشر، كانت تنشط بالمناطق المجاورة لمدينة مليلية المحتلة.
ويحكي كل من محمد علي بناني و ابراهيم كرماوي، ( 36 و39 سنة)، في تصريحات لوسائل إعلام فرنسية، بأن العائلات التي تبنتهما، أخبرتهما بأن آباءهم البيولوجيين يقطنون بالمغرب.
ويضيفان أنه تم إخبارهما، منذ صغر سنهما، بأنهما سرقا من أسرتهما، مباشرة بعد الولادة، من بعض مناطق شمال المغرب المحاذية لمدينة مليلية السليبة.
ويوضح محمد علي بناني و ابراهيم كرماوي أنهما توصلا لمعلومات تفيد بأن الكثير من العائلات المغربية المعوزة، كانت تضطر للتخلي عن أطفالها، لعائلات ميسورة تعيش في فرنسا، مقابل مبالغ مالية تتراوح بين ألف و200 أورو و6 آلاف أورو.
وأفاد محمد علي بناني بأنه سرق من والديه، ثلاثة أيام بعد ولادته، ليتم تبنيه من قبل أسرة مغربية مقيمة في فرنسا.
وفيما يتعلق بابراهيم كرماوي، فقد ألف كتابا تحت عنوان “الطفل التائه” (L’enfant égaré)، وهو عبارة عن سيرة ذاتية، يفضح من خلالها الاتجار في البشر، ويبحث، في نفس الوقت، عن عائلته الأصلية.
وكان بعض المغاربة ضحية مافيات سرقة الأطفال وبيعهم في أوروبا، خاصة في إسبانيا وفرنسا، ربطوا اتصالات مع الساهرين على برنامج “مختفون”، الذي تبثه القناة الثانية، قصد الوصول إلى خيوط، تساعدهم على التعرف على أبائهم البيولوجيين، لكن دون جدوى.
ويعمل هؤلاء المغاربة حاليا على خلق بنك للحمض النووي في المغرب، يساعد العائلات التي وقعت ضحية لمافيات الاتجار بالبشر، إلى العثور على أبنائها.