أطلقت مجموعة من الصحافيات المنتميات لمختلف وسائل الإعلام “مبادرة ضد الاستغلال والتحرش”، دعت فيها نساء ورجال الإعلام إلى التفاعل والانضمام إليها، دفاعا عن القطاع الذي تعرض لحملة تشهير بالعاملات فيه، بعد تفجير قضية “بوعشرين” على إثر الشكايات التي تقدمت بها مجموعة من الصحافيات والعاملات “لفضح واحدة من أكبر وأخطر حالات الاستغلال والتحرش والاغتصاب”.
واجتمعت ثلة من الصحافيات، أول أمس الأربعاء، بالدر البيضاء، لمناقشة أرضية تأسيس هذه المبادرة، وبحث مختلف سبل مواجهة ما تتعرض له النساء العاملات في القطاع من استهداف يمس سمعتهن وكرامتهن، ومواجهة الممارسات والسلوكات الفادحة التي يتعرضن لها من قبل “مشغليهن”.
وأصدرت مؤسسات المبادرة بلاغا جاء فيه أنه “مع حالة الصدمة التي خلفتها القضية، وما نتج عنها من ردود فعل مست القطاع برمته، واستهدفت فيه بشكل خاص النساء العاملات في القطاع.. وحولت آلة التشهير صورة القطاع إلى عار وجب التحوط منه، بادرنا لتأسيس هذه المبادرة التي تقول… إن فضح سلوك شاذ يعكس أن الجسم الصحفي يرفض السكوت على ممارسة يعترف الجميع بوجودها في قطاعات عدة، بل إن السكوت عنه رغم المعاناة الفعلية لعدد من النساء العاملات في المؤسسات والمقاولات يجعل مبادرتهن شجاعة نادرة…”.
واعتبرت الصحافيات صاحبات المبادرة أن “ردود فعل سلبية رافقتها حملة تشهير واسعة، تهدف للترهيب، وتوجيه رسالة واضحة باستدامة الصمت من زاوية مغرقة في الذكورية وتبخيس قيمة المرأة ، وبالتالي تحويل القطاع لمسير القطيع الخانع لهذا الاستغلال المقيت للسلطة للتنكيل بالنساء”، مؤكدات قناعتهن “بضرورة الانتظام لمواجهة هذا الهجوم المنظم ضد حق المتضررات في التوجه للقضاء للتحقيق والإنصاف، وحقهن في تمتيع مبادرتهن بشروط الالتزام بالقيم الكونية المشتركة في الكرامة الإنسانية والمساواة ورفض كل أشكال الاستغلال والممارسات المهينة للإنسان”، معبرات عن إيمانهن “أن الوقت قد حان لوضع المؤسسات والمقاولات أمام مسؤولية وضع آليات حماية العاملات في القطاع، وتجاوز حالة اللامبالاة عبر انتظام جماعي في توفير بيئة ممارسة المهنة أمام كل الصحافيات والصحافيين تنبني على المساواة والعدل وتكافؤ الفرص”.
ودعت “المبادرة” كل من تتفق أهدافه معها إلى الالتحاق بها من أجل توسيع النقاش لوضع إطار نهائي للمبادرة.