اتخذ عدد من الفاعلين المدنيين، والحقوقيين، والكتاب المغاربة، مباشرة عقب الاستقالة المفاجئة لأسماء لمرابط الباحثة والكاتبة المغربية في الشؤون الإسلامية، من منصبها بمركز تابع للرابطة المحمدية لعلماء المغرب، خطوة من شأنها إثارة جدل واسع، تتمثل في إطلاق عريضة يطالبون فيها بإلغاء قاعدة الإرث بالتعصيب.
وكشف الشيخ محمد عبد الوهاب رفيقي ”أبو حفص” الذي يعد من أبرز الشخصيات المنخرطة في هذه الخطوة، في تصريح لـ”مشاهد24”، أن العريضة أطلقت فعلا لإلغاء الإرث بالتعصيب، نظرا للتحولات التي يشهدها المجتمع المغربي.
وأبرز أن الغاية منها، هي رفع الحيف الذي تتعرض له المرأة بسبب نظام التعصيب، مشيرا في ذات السياق، إلى أنها استجابة للإشارة الملكية بإمكانية تعديل مدونة الأسرة.
وأضاف ضمن ذات التصريح، أن من بين الشخصيات الموقعة على العريضة، بنسعيد آيت إيدر، واسماعيل العلوي، وأسماء لمرابط، وخديجة مفيد.
وتفرض قاعدة الإرث بالتعصيب، المثبتة بمدونة الأسرة على النساء الوارثات اللواتي ليس لهن أخ ذكر، اقتسام ممتلكات الأب المتوفى، مع أقاربهن الذكور.
ويأتي إطلاق هذه العريضة، في وقت أشعلت فيه استقالة أسماء لمرابط، من مركز الأبحاث والدراسات النسائية في الإسلام التابع للرابطة المحمدية لعلماء المغرب، مواجهة بين شيوخ مغاربة، خصوصا على مستوى مواقع التواصل الاجتماعي.
ولأن استقالة لمرابط، جاءت عقب خروجها بتصريحات في الفترة الأخيرة، تقول فيها إن منح حصة متساوية للمرأة مع الرجل أمر في عمق مقاصد الإسلام، ما يعني وقوفها في صف الداعين إلى المساواة في الإرث، فإن الشيخ السلفي حسن الكتاني، اعتبر خروجها من المركز خطوة في الاتجاه الصحيح وهاجمها بشدة، ليدخل الشيخ ”أبو حفص” المعروف بمواقفه الجريئة، على الخط، مدافعا عنها.
وعبر عدة تدوينات على موقع ”فيسبوك”، تواصل الشد والجذب بين أبو حفص والكتاني، بسبب لمرابط، حيث كتب الشيخ السلفي على صفحته الخاصة قبل ساعات، ”المخالفون لنا من الحداثيين والعلمانيين ومن التحق بهم من الناكصين يتهموننا بنشر التطرف والكراهية وبالمقابل هم ينشرون الحي و الانفتاح”، وذلك جوابا على تدوينة للشيخ الذي طالما عرضته آراؤه ومواقفه الجريئة للمتاعب جاء فيها ”بزاف ديال الناس تيسولوني علاش متتردش على حسن الكتاني رغم أنه متيخلي فيك غي لي نسا ودائم الطعن والتنقيص فيك…وجوابي دائما أني أولا بصدق غير منشغل تماما بما يقوله وأمثاله، وماض في طريقي وأناقش الأفكار لا الأشخاص ولا أحمل في قلبي حقدا لأحد ولا ضغينة لأحد”.
ومن جهتهم، تفاعل نشطاء الفضاء الأزرق، بشكل كبير مع الموضوع، الذي لم يعد يرتبط فقط باستقالة أسماء لمرابط وأسبابها، وإنما تطور لجدل حول الإرث، وقبول الآخر، والاجتهاد في الإسلام.