نبهت “الشبكة المغربية للدفاع عن الحق في الصحة والحق في الحياة”، إلى الخطر الذي تشكله الأدوية المزيفة والمغشوشة على صحة المواطنين، مؤكدة أن هناك مجموعة من الاختلالات الكبرى والخطيرة التي تعرفها منظومة الأدوية والمستحضرات الطبية والدم ومشتقاته والمستلزمات الصحية بالمغرب.
وأفاد تقرير صادر عن هذه الشبكة، والذي جاء بالموازاة مع انعقاد المناظرة الوطنية الثانية للدواء والمواد الصحية، التي تنظمها وزارة الصحة، أمس الجمعة واليوم السبت، أن المغرب “يعتبر من بين الدول التي تعرف اختلالات كبرى على مستوى الأمن الدوائي بمفهومه الواسع والشامل، كما يعاني من ظاهرة انتشار الأدوية المزيفة والمغشوشة بسبب ضعف القدرة الشرائية وغياب التغطية الصحية والحماية الاجتماعية لفئة واسعة في المجتمع”.
وحسب المصدر نفسه، فإن “كميات ضخمة ومتزايدة من الأدوية المغشوشة صارت تغرق السوق والتي تصل إلى المستهلك إما عن طريق التهريب أو يتم إنتاجها محليا بعيدا عن الأنظار أو في بعض البلدان، تنضاف إليها الأدوية منتهية الصلاحية، والتي يتم ترويجها، حيث يمكن تغيير ملصقات العلب وتغيير تاريخ الصلاحية”.
وافتتحت مساء أمس الجمعة، المناظرة الوطنية الثانية للدواء والمواد الصحية، حول موضوع “مكافحة الأدوية المزيفة بإفريقيا”، بحضور عدد من وزراء الصحة الأفارقة بقصر المؤتمرات بالصخيرات.
وقال أنس الدكالي، وزير الصحة “إن المناظرة الوطنية الثانية اختارت أن تتطرق لموضوع الأدوية المزورة، نظرا لما تحمله هذه الظاهرة من خطورة على الصحة”، مضيفا أن “جودة الأدوية وفعاليتها لا يمكن أن نفصلها عن طموحنا لتكريس الحق في الصحة، الذي يبقى أحد أعمدته الولوج إلى الدواء”.
وأكد الدكالي على ضرورة ضمان جودة الأدوية، وحمايتها من التزوير الذي يمكن أن يهدد القارة الإفريقية.
وحسب الأرقام الصادرة عن منظمة الصحة العالمية، فإن هناك أكثر من 100 ألف حالة وفاة سنوية في إفريقيا بسبب تجارة الأدوية المزورة، إضافة إلى مئات الآلاف من العاهات والمشاكل الصحية غير المحصورة حاليا.
ووقع المشاركون في هذه المناظرة على أربعة بروتوكولات اتفاق ثنائية في مجال الصحة بين المغرب من جهة وبنين والرأس الأخضر وبوركينا فاصو وجمهورية إفريقيا الوسطى، من جهة أخرى، كما وقع المغرب والعديد من البلدان الإفريقية اتفاقية أطلق عليها “توصية الرباط بشأن مكافحة الأدوية المزيفة في إفريقيا”، والتي تهدف إلى تعزيز الجهود الرامية إلى مكافحة الأدوية المزيفة والمواد الصحية على مستوى القارة الإفريقية.