تابع المغاربة خلال سنة 2017 التي تفصلنا أيام فقط عن نهايتها، حالات تعنيف صادمة، استباحت حرمة الفضاء المدرسي، وحولت العلاقة بين الأستاذ والتلميذ، إلى معتد ومعتدى عليه.
الدار البيضاء، الرباط، سيدي رحال، ورزازات، ومناطق أخرى، شهدت خلال العام الحالي، حالات اعتداء على أساتذة من طرف تلامذتهم، هزت الرأي العام، وكشفت بشكل جلي، أن العنف اقتحم المدرسة العمومية المغربية، في غفلة من الجميع، وانتزع منها أجواء التقدير والاحترام المتبادل بين المدرس والمتعلم.
وأبرز وقائع الاعتداء على الأساتذة التي أحدثت رجة داخل المجتمع المغربي، قبل أشهر، تلك المتعلقة بأستاذ ثانوية سيدي داود بورزازت والتي تفجرت إثر شريط فيديو تم تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي، يظهر فيه هذا الأخير يتعرض للتعنيف على يد تلميذ له داخل القسم، أمام مرأى باقي التلاميذ.
هذه الواقعة، أعقبتها احتجاجات عديدة، وأطلق نشطاء، تفاعلا معها ”هاشتاغات” مختلفة، من قبيل”الأستاذ_لا_يهان#”، بل وتدخلت وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي، فيها من خلال اتخاذ مجموعة من الإجراءات القانونية والتربوية، اعتقل بناء عليها التلميذ المعتدي، لكن بعد أيام فقط من وقوعها، شهدت مؤسسة تعليمية بالرباط، حادثا مماثلا لها.
ويتعلق الأمر، بثانوية ابن بطوطة المتواجدة بمقاطعة اليوسفية، التي كانت مسرحا يوم 7 نونبر الماضي، لاعتداء على أستاذ، من طرف أحد تلامذته، بسبب مطالبته له، بإحضار ورقة السماح بالدخول، إثر تأخره عن موعد الحصة.
وأصيب الأستاذ المسمى رشيد الأزرق، على مستوى رأسه، حيث واجه جرحا غائرا، استدعى توقيف التلميذ، وفتح تحقيق معمق لتحديد ملابسات الحادث.
وفي وقت كان ما زال فيه الحديث متواصلا عن واقعة الرباط، اهتزت الدار البيضاء يوم الأربعاء 22 من نفس الشهر، على واقعة تعنيف رشيدة مكلوف الأستاذة بالثانوية التأهيلية الحسين بن علي بالحي المحمدي، من طرف أحد تلامذتها السابقين.
واقعة التعنيف هاته، عرت واقع عدد من المؤسسة التعليمية بالمملكة، التي تروج بمحيطها مخدرات وممنوعات، تجني على مستقبل جيل بأكمله، وأكدت أن الأستاذ صار ”حيط قصير” كما يقال بالدارجة.
وحسم القضاء بخصوص قضية ثانوية الحسين بن علي، أمس الأربعاء، إذ أدانت المحكمة الابتدائية بعين السبع، التلميذ بأربعة أشهر حبسا نافذا، مع أداء غرامة مالية قيمتها 30 ألف درهم، لكن الأستاذة ما زالت تواجه صدمة نفسية من الصعب تجاوزها، بسبب ندوب الضربة التي تلقتها على مستوى الوجه.
وسيدي رحال، بدورها لم تسلم من هذا النوع من الاعتداءات، وكانت المعتدية بها تلميذة، عنفت أستاذها باستعمال قطعة زجاجية.
وحسب المعطيات التي كان حصل عليها ”مشاهد24”، فإن التلميذة اعتدت على أستاذها بعد فترة الاستراحة، حيث باغثته، ووجهت له طعنة على مستوى الوجه، استدعت نقله على وجه السرعة للمستشفى.
هذه كلها حوادث، كان مجرد التفكير فيها قبل سنوات يشعر الشخص بالخزي، لكننا عايشناها خلال سنة 2017، ولا نعلم ما إذا كان العام المقبل سيشهد حوادث تشبهها، أم لا.